نحن نعلم جميعاً أن هناك أمراض تحتاج إلي علاج، مثل الالتهابات، ونزلات البرد، وأمراض تحتاج إلي عناية، مثل الإعاقات والشلل، وأمراض تحتاج إلي عمليات، مثل أمراض العيون والقسطرة، وهناك أمراض تحتاج إلي بتر أو استئصال، مثل الغرغرينا، والزائدة والمرارة والأمراض الخبيثة كالسرطان بأنواعه، كفانا الله وأياكم شر الأمراض، والأوبئة .. ولكن مانكتب عنه اليوم، هو مرض مزمن لكافة المواطنين بشرائحهم المختلفة، فقلما نجت منه أسرة من الأسر، بل من النادر، وضع تحت كلمة نادر خطين، لا خطاً واحداً !! أتعلمون ماهو ذلك المرض المزمن، والذي لم تنجح في تشخيصه الجهات ذات العلاقة، فضلاً عن علاجه، بأحد أساليب المعالجة السابقة الذكر !! إنه مرض العمالة المنزلية، وأثرها على حياة الأسر السعودية، وماتعانيه كل الأسر، معاناة تحمل في طياتها آهات وآلام، لا حدود لها، ولا ردود!! وبما تعنيه كلمة معاناة في كل قواميس اللغة العربية!! فهناك أسر سُرِقت، وهناك أسر سُحِرت، وهناك أسر قُتّلت، وهناك أسر فُرّقت!! وأقل المعاناة تلك الأسر التي خسرت ودفعت الكثير من الأموال لإستقدام عاملة منزلية، وانتظرت شهوراً عديدة لقدوم تلك العاملة، وبعد ثلاثة أشهر من التعليم والتدريب لها، والصبر عليها، هربت !! فلا مال لصاحبه عاد، ولا مكتب استقدام جاد، بل باختصار لا حياة لمن تنادي!! فأين يذهب ذلك المواطن المسكين؟!! وكيف تُحفظ له حقوقه؟!! بل كيف يُعوّض عن تعبه، وخسائره!! ولا سيما أن الكثير منهم ينطبق عليه المثل ( مجبر أخاك لا بطل) وعليه تسلف واستدان مبلغ الاستقدام !! ثم نصبت عليه العاملة وهربت !! سواءً بإتفاق مع بعض المكاتب، أو لعلمها بأنظمة الاستقدام !! بل إنها تعلم جيداً أنه لا يوجد قانون أو لائحة، أو جهة مسؤولة مختصة تطّبق على العاملة الهاربة أشد العقوبات الرادعة، والتي تجبر العاملة المنزلية على العمل بكل باحترام وانتظام!! احترام للبلد وإلتزام بالنظام ، وإخلاص في العمل، من خلال الالتزام بمدة العقد ( سنتان) كاملتان، كماهو معمول به في بقية البلدان!! والمحافظة على ذلك البيت الذي تعمل فيه، بحفظ أفراده، وأسراره وممتلكاته!! فهل حان الوقت ونحن في زمن الحزم والعزم ، الزمن السلماني المبارك، لإعادة النظر في موضوع العمالة المنزلية ونظام الاستقدام بما يحفظ للمواطن حقه المشروع في الاستفادة من تلك الخدمة، وتنظيم العلاقة الصحيحة بين العامل ورب العمل ؟!!. فيكفي إستخفاف بنا، والتمادي في التلاعب بأعصابنا، من خلال إستغلال ظروفنا، من قِبل لجنة الإستقدام بالغرفة التجارية، ومكاتب الاستقدام المنتشرة إنتشار النار في الهشيم، في كل أرجاء الوطن !! وإستغلال حالات الأسر السعودية وحاجتها لتلك العاملة!! نأمل ذلك، وننتظر قرارات بمثابة سفينة النجاة للأسر السعودية المحتاجة للعاملة المنزلية .. والأمل قادم بإذن الله .. الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000