لا يجب ضياع الوقت بالحديث عن الماضي إذا ما كان الهدف المستقبل، نحتاج أن نتعلم من دروس الماضي فقط ليحدث التغير وليس البكاء على الأطلال وخلق الجمود الذي يحقق الدمار والتشتت البطيء وهو هدف العدو، ثم نتحجج بمبادئ وخطوط حمراء للقومية العربية القديمة أحسبها عاطفية لأنها لم تقدم نتاجا مفيدا على الأرض طوال عقود بل حققت هدف العدو بخلق الجمود، العربي بطبعه قومي وعليه أن يتبنى قومية حديثة متجددة منافسة، لهذا علينا استخدام (كروت) اللعبة العالمية ضمن المبادئ الدينية والأخلاقية بدون تطرف وليس التمسك بكروت لعبة خاسرة بالتجربة. ليست مجاملة إذا استخدمت نموذج إدارة الملك الحكيم سلمان خلال مائة يوم لأوضح جزءا من القومية الحديثة التي تصنع الاستراتيجية وبالتالي النجاح، البحث عن المصالح العليا بدون مجاملة أو مواربة على مستوى الأشخاص أو التنظيمات، خلق التقارب والتحالف بين العرب ومع غير العرب بما يعود بالنفع عليك وعلى العرب، ومن لا يتبعك في ما ينفعك لا يعني الخلاف بشكله الجمودي القديم وتبادل التهم، بقدر ما هي سلسلة من علاقات متنوعة تتبادلها الدول وهي تطبق نظرية السياسة الكبرى (لاحب للأبد ولا كره للأبد ولكن مصالح للأبد). الدول تحتاج للمرونة التي تخلق القوميات والتحالفات الناجحة وبها أيضاً تستطيع تحييد عدو رئيسي والاستفادة منه اقتصادياً، سياسياً، تتعرف عليه أكثر بالقرب منه والحيطة والحذر منتشرة في كل متر مربع، لكن العناد والتعالي الذي تتخلله حملات إعلامية متبادلة تصبح بمثابة معمل الخليط الكميائي القذر القادر على إنتاج مركب تسيل به الدماء ويتشرد بسببه المجتمعات وبعد الدمار يعود الجميع لطاولة الحوار، الجمود سلاح العاجز ولا يليق بالأقوياء الحكماء وهكذا فعل العظماء. القومية العربية تحتاج لتبني مفهوم القومية الحديثة، فمن يهددك توقفه عند حده بأدوات اللعبة وإذا ما عاد لرشده تنتهي وتعطيه الفرصة لخلق علاقة جديدة، من تكثر معه الخلافات لا يعني دائما الحرب التي لا يتمناها عاقل لأنها سوف تنتهي بطاولة حوار بعد دمار، لماذا لا نبحث عن أفضل المكاسب من خلال صناعة العلاقات مع أشد الأعداء وباستخدام أدوات اللعبة الدولية والتألق بها كما فعلت إيران بورقة المفاعل النووي وهي محاصرة بدلاً من القطيعة والعداء الذي يخلق الجمود الضار وينتج سلوكيات إجتماعية لا ينهيها الحوار بعد الدمار ومنها الطائفية والكراهية. لم يمنعنا الخالق سبحانه من التعامل مع أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، ومن يدعي أنه وطني عروبي تهمه مصلحة الأجيال والجوار عليه بصدق مراجعة الفرق بين صنع العلاقات الحذرة سواء مع إيران التي حذرت منها في مقال سابق وحتى مع الأشد عداوة طالما حُققت أهداف أو ما فعلته القطيعة والتصلب في اتباع الهوى الذي صنع لنا حال العرب البائس؟ عندها سيتضح السبيل. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا