قصة متجددة لرجل رث الهندام، حلو اللسان ولا مانع أن يكون مراوغا في كثير من الأحيان، يستطيع أن ينتزع ما في جيبك بل يسرق الكحل من العين، فأول ما يواجهك للسلام تسقط عينيه على الجيب العلوي مستكشفا كم معك من النقود. صديقي الذي أجبرتني لقمة العيش على أن أكون معه في نفس البيئة وتباشر مقلتاي عينيه كل صباح بينما يرمق جيبي بنظرة ليرضي فضول المال الذي أبى أن ينسلخ منه، قصة لا تنتهي مع زوجته التي استحل راتبها ووالده الذي ورث عنه «غترته» وهو في طريقه إلى دفنه تمثل صورة للرجل المادي المتأصل حب «الدراهم» في أبطنة قلبه والشرايين. ذات يوم وقعت في الدفتر الكئيب وتوجهت إلى الغرفة التي تجمعنا فكان يجلس في زاوية مكفهر الوجه غضبان أسفا، اقتربت منه وسألته عن سر غياب ضحكته «المصلحجية» فتنفس الصعداء، وأخرج «ونة» كاد شهيقه حينها يلتهم الورق المبعثر أمامه، وخشيت أن تخرج رئتاه من شدة الزفير، وبدأت الحكاية. زوجتي معلمة، ولأنها تعلمت في قرية شكلت عجينتها على مزاجي على حد وصفه «كرتون» وما إن التحقت بالوظيفة وضعت حواسي الخمس على مرتبها فكان لي ما أردت، وبعد مرور سنوات من العمل في القرية طلبت نقلا للعمل في جدة، وليتني لم أفعل إذ إن المدنية فتحت مدارك «الغشيمة» وأصبحت مطالبها لا نهاية لها حتى بلغت بها الجرأة أن تطلب بطاقة الصراف الخاصة بها. لم يحتمل صديقي الثعلب الطلب إلا أن تهديداتها بالاستقالة وضعته بين جحيمين أبردهما جمرة، فأعاد إليها بطاقتها على مضض، ومن يومها وعقله الباطن والخارج في حرب تخطيط كيف يتسنى له استعادة ما يراه حقا مشروعا له. وبعد أن تمثل له الشيطان بشرا سويا، وسوس له أن يأخذ بطاقتها من حقيبتها خلسة فنجحت الخطة وفي اليوم التالي جلس إلى السفرة وتناول وجبة الغداء بنهم منقطع النظير و«الغلبانة» تدفع اللقيمات بجرعات ماء وحين ضاقت ذرعا بالسر أخبرته أنها فقدت البطاقة، ليتصنع حالة الغضب وينهرها مؤنبا إياها بأنها لو بقيت في حوزته لما حدث ذلك. وفي اليوم التالي اصطحب زوجته إلى البنك وأخبرها أنه سيحاول أن يستخرج البطاقة دون أن تترجل من السيارة مستغلا أنها «كرتون» فلم تشأ أن تفتح على نفسها بابا آخر وانتظرت لحين عودة الماكر يحمل البطاقة القديمة في مظروف جديد تسوله من موظف البنك لتعود المسكينة تستلم مرتبها بالقطارة. صديقي الذي التقيته معزيا إثر وفاة والده كان يلبس «غترة» والده التي ورثها فور وفاته وأظنه لقنه الشهادة وأغلق عينيه وانتزعها من «الدولاب» المجاور له، يمثل أنموذجا لرجال كثر استحلوا لأنفسهم ما ليس لهم .. فمتى نفيق..!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 368 مسافة ثم الرسالة.