الغريب ان كل ما جاء به القرآن والسنة حول المساواة بين الناس لا يجد قبولاً لدى "البعض" والأغرب ان هذا البعض على درجة من الثقافة.. لكنها التربية التي تؤثر ويمتد اثرها للانسان متغلغلة في داخل وجدانه وحياته.. من الحياة في المدارس وفي العمل الصحفي وخلال الحياة اليومية وقفنا على حالات كثيرة من خلق البعض واعلاء مسألة النسب والقبيلة.. والامثلة عديدة في هذا المجال.. وقد كتب الصديق الاستاذ احمد الحناكي مقالاً في الحياة السبت 2 مايو 2015م بعنوان "عيال الحمايل" تحدث فيه عن قضية "ابن الحمولة" وذكر العديد من الشواهد في مجتمعنا بل ومجتمعات اخرى مشيرا الى اخر هذه القضايا في بلادنا والتي رفضها خادم الحرمين الشريفين وقال الحناكي ان قانون بتجريم العنصرية سبق ان تقدم به د. زهير الحارثي قبل اعوام واثير مجدداً عن طريق عضوي الشورى سعد مارق عبدالعزيز العطيشان وعضو الشورى محمد رضا نصرالله وقال الحناكي "اتصور ان الوقت اصبح مناسباً اكثر لاقرار القانون واظن ان هناك لجاناً تعمل على هذا القرار المهم". لكنني لست "متفائلاً" بانتهاء هذه العادة او الجريمة التي اراها منتشرة في بلادنا بسرعة حتى بعد ان يصدر قرار إن صدر يُجرم النيل من انساب واصول وجنسيات الناس ومذاهبهم واعتمدت على ما تقذف به وسائل الاتصال على مدار الساعة من مقاطع واحاديث ومواقف واعتمدت على ما نعرفه عن مجتمعنا ووسائل التعامل مع العامل "البنجلاديشي" والسباك "الهندي" والكهربائي "الافريقي" لان هذه المهارات وهو ما يؤكده علماء النفس والتربية تستقر في طبيعة وسلوك الافراد في سنوات الحياة الاولى ويصعب التخلي عنها بهذه السرعة لعدم وجود مجتمع يرفع شعار منع هذا التعامل وبالتالي يصبح الامر من الامور العادية ويتحول الى سلوك وخلق لا يحترم الناس لاعمالهم و ينظر من اين هم ومن هو الوالد ومن هي الوالدة.. وان اتفقت مع الاخ احمد الحناكي في ان شريحة من المجتمع اصبحت تقرر وتعطي انساباً وصفاتٍ لبعض اصحاب الاموال ورجال الاعمال الذين يملكون الذهب والفضة.. قبل سنوات واثناء عملي في جهاز التربية والتعليم جاءني الى المكتب طالب في الصف الرابع الابتدائي يشكو ان زميله "الحضري" الذي اعتدى عليه بضربه في الفناء اثناء الفسحة. اتصلت بوالده وعند حضوره نقلت له ما قاله ابنه واصفاً زميله الذي اعتدى عليه ب"الحضري" ووجدت ان الاب نفسه من بث ذلك في بيته وجاءت اجابته متوافقة مع ما قاله ابنه.. البيت مهم في هذه المسألة والمدرسة مهمة ودور الاعلام مهم مع صدور قانون يعاقب على ذلك وان بقيت لدينا هذه العادة وذاك الخلق سنوات قادمة لكن المهم ان "نبدأ" فالتفرقة في الانساب والاسر عمل يفرض الطبقية ويفرض امتهان واهانة الناس والنيل من كرامتهم خاصة وهي تصدر من مسلم نقل عن نبيه صلى الله عليه وسلم بعد ان قال "والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وهو الذي قال لاهل اليمن عندما جاءوه يسألون عن بلال بن رباح ليزوجوه "أين انتم من بلال.. أين انتم من رجل من اهل الجنة ودعوها فانها منتنة".