كثيرون هم الذين لم تلفت أنظارهم رحلة الصراع القريب – البعيد – والحميمية المصطنعة التي كانت بين كل من رايسا جورباتشوف زوجة اخر رؤساء الاتحاد السوفييتي السابق ونانسي ريجان زوجة الرئيس الامريكي السابق رونالد ريجان. القصة كانت في بعدها الاسري والسياسي.. لكنها ارتبطت بعلاقة أهم سيدتين في ملفات قضية أذهلت العالم.. وهي سقوط الاتحاد السوفييتي السابق.. نانسي كانت أكثر ذكاء سياسياً.. في حين كانت رايسا.. ناعمة وعاشقة أفرزت كل مشاعرها في كتابها الذي تحدثت فيه كثيراً عن مهندس البيرسترويكا جورباتشوف واختارت له عنوان "أملي" وكانت استضافتها للسيدة نانسي ريجان في موسكو بعد المفاوضات الاولى من مرحلة الاتجاه الى التغيير الذي أسقط الدب الروسي.. كانت هاجس الزيارة التي كان قد ركز على نجاحها ريجان الذي بقي في منتجع في هلسنكي. وذلك لقضاء فترة لم يتوقف خلالها عن الخطابات التي بلغت 6 بيانات خلال 3 أيام وهو في طريقه الى موسكو للترتيب من أجل انهيار الامبراطورية الثانية. في ذلك الزمن ومن خلال الزيارة المسبقة هذه قبل وصول الرئيس كانت نانسي قد اخترقت سيدة الكرملين الاولى رايسا وذلك من خلال الحضور المبكر لزوجة الرئيس الأمريكي.. حيث قامت الاولى بعمل برنامج حفلات استمرت على مدى أسبوع كامل في أكثر من ولاية روسية ومرفق اجتماعي ركزت خلاله على الجوانب الانسانية ورياض الأطفال. ومرافق الشباب والشابات. لكنها زيارات أكثر قرباً الى الترويج الذي حملته السيدة نانسي التي كانت تمهد لقناعات وصول "المن والسلوى" الى الروس في حال الانفصال عن المنظومة الشيوعية. كلاهما اصدر كتباً لا تخلو من العشق لرجلين قادا العالم وقاما بتغيير مازالت تداعياته الانفرادية في مشهد اليوم. غير أن المختلف ان كل منهن تحدثت عن الحب وهو ما كان من الجوانب الذي كانت سيدة الامبراطورية الروسية تتحدث عنه كثيراً في حين ان سيدة البيت الابيض كانت كذلك ايضا.. لكنها أي الاخيرة كانت تختلف في الدهاء السياسي فكان ان شغلت نظيرتها في شراكة الحميمية في الحب.. ولكنها مهدت برؤية سياسية لمرحلة سقوط المنظومة الروسية وهو ما ساعد كثيراً في تحقيق الإدارة الأمريكية يومها لما تعتقد أنه أكبر وأعظم انجاز أزاح الستار عن مرحلة جديدة في الخارطة الدولية.. لا دب فيها ولا روس.