هل يفوح من أريج حرفك الشوق؟ يا سيدي الشاعر :

وتهمس لسحاب لا ينتشي !!
ترسم حروفاً آسرة
لتخلد بها رحلة النبض
تعانق أبجدية الحرف
ترفض قيود الشوق
ونظرات الحب
وإشارات الإعجاب
وامتدادات الحنين
وهمسات الود
فالنظرات تنادي عليك
والكل يسأل يا ترى من يكون ؟
ذاك الذي بالقلم مفتون
ويعانق الورق بجنون
يرفض جاذبية النداءات
ويرقص مع فراشات بعيدة
وخيال جامح عميق 0
يا سيدي :
لم ترفض أشواقنا
وتؤصد الأبواب في وجه كل ابتسامة
وتحطم كل أحساس
ينتشي على حدودك ،
أهو غرور يسكنك
أم جنون استباح واقعك
أم موج يغمر كل الاتجاهات
أم أرصفة تعاني من الشتات
أم تخلد رحلة الوقت
أم تداعب غيمات توشحها الغياب
أم أن المطر قد أغرق كل نبض بداخلك0
أخبرني يا سيدي :
أي حلم يحتويك
وفي أي المراكب تنطلق
وصوب أي المرافئ تبحر
وعن من تعبر
ولمن تكتب ؟
أهي حروف شوقُ صادقة
أم خيالات شاعر
أم جموح وهم
أم أنكسار لحظة
وتداعى نسمة
وهديل وردة
ومصافحة أنثى
يا ترى
أي نجوم تغريك
وأي ابتسامة تسحرك
وأي ريح تجتذبك
وأي أحساس ينتشي على شفاهك
وأي وطن يسكنه حبك ؟
ومتى قررت هجر كل المرافئ
لتبقى وحيداً
تصارع الهواجس
وتحلق في فضاءات بعيدة
تنسج منها ترياق مختلف
هل يفوح من أريج حرفك الشوق
أم يغمر كلماتك الحزن
أم تجود بأحلى الأنغام
أم تكتب قصة موجعة
أم تبحر عاليا في سماء خيالية
لا يشاركك أحد فيها 0
يا سيدي :علمني السفر
التحليق في العيون المسافرة
ولكنك هنا مختلف
مسافر بالروح
والنظرات ترنو للبعيد
ولا ترى القريب
يداعبك ألق يتماهي
شارد بأحساسك ونبضك
فلمن تتدفق شلالاتك
ومن هي سعيدة الحظ التي يغمرها ودك
وتسافر لها أنفاسك
وتهجر معها كل شيء
لتبقي وحدها من يضي خطواتك
ويرسم السرور في مساحاتك
سيف المرواني
عازف شجن
السعودية