( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .. بداية فإني لأرجو الله تعالى أن تكون يأبي منهم , ممن يدخل الجنة ويتنعم فيها . ثانيا ذات مساء وتحديدا مساء يوم الأربعاء 22 جمادى الاولى 1434ه الساعة العاشرة والربع تقريباً فقدتك أبي .. نعم رحلت يا – أبي إلى الدار الآخرة .. وكلنا سنرحل .. لقد تركت فراغاً كبيراً يا أبي ، نعم إنه الفراق وما أقسى الفراق ، أحقاً أنك رحلت يا أبي ، ، غبت عني يا أبي وأسأل الله أن يجمعني بك ومن أُحب في جنات الفردوس . أبي وأنا أتحدث عنك تخنقني العبرات . أبي كل شيءٍ يذكرني بك ، أحبابك ، سيارتك ، ساعتك ، الأماكن التي كنت فيها . أبي كنت دالاً لنا على الخير ، أبي أنت من علمتني حُب التدين والالتزام بشعائر الدين , وأنت من غرست في قلبي أهمية الصلاة وأن أمرها عظيم ، أبي إن المصحف الذي أهديتني إياه معي ، ولن أنسى أول كتاب أحضرته لي وأنا في المرحلة الابتدائية ( رياض الصالحين ) ، أبي لقد كنت لي نعم الأب . أبي لئِن فقدُت جسدك الطاهر فلن أفقدك ، كل شيءٍ يذكرني بك ولن أفقد عطفك ولن أفقد إحسانك ولن أفقد توجيهك ونصحك ولن أفقد ذكراك ولن أفقد مواقفك ، ولن أفقد أخلاقك ، ولن أفقدك ..أبي إني أشعر بأني يتيم من دونك ، كنت درعاً نلوذ به في النائبات ، كنت ظلاً نستظل به في الضائقات ، كنت مصباحاً ينير لنا الظلمات . أبي تمضي الأيام والسنون وفي القلب أنت بلا شك ولا ظنون أبي كم كنت لنا حنون أبي دعا لك الداعون أبي بكاك المحبون أبي دمعت لفراقك العيون الأبعدون والأقربون من بنات وبنون أبي رجا لك الراجون عدد القطِر والمزون مغفرةً ورحمةً من رب السماوات والأراضين . أبي عرفتك واصلاً للرحم حتى وأنت في مرضك وكنت تحاول وصل من قطعك وذلك بالاتصال عليهم ، أبي عرفتك مساعداً للمحتاج ، أبي عرفتك عطوفاً على المسكين ، ما وقف ببابك أحداً إلا أجبته .. أبي إني لُأبشر من أحبوك ، أنك لم تكن إلا راضياً حامداً شاكراً . أبي كل من وجدته في المكان الذي كنت تعمل به يثني عليك . كل من لقيته يدعوا لك . أبي لقد دمعت عيناي وأنا أسمع كلمات البعض منهم وخصوصاً ممن تربطك بهم أخوةٌ ومحبةٌ وصداقه .. أبي لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أصل إلى المكان الذي عملتَ به وأنا أدخل للغرفة التي كنت تجلس بها .. أبي كل شيءٍ فيها يذكرني بك ، يذكرني بحديثك ، يذكرني بك أبي . أبي سأخبرك بما فعلوا لقد رافقوني إلى سيارتي وهم يذكرونك بجميلٍ مضى ، يذكرونك بخير ، يتحدثون عنك بمحبه وما فعلوا ذلك إلا لأنك أهلٌ لذلك . أبي إن الخطب جلل والمصاب كبير والفقيد مَن ؟ .. الفقيد أبي أعز الناس… إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا وإنا لفراقك يا أبي لمحزونون . أبي فقدُك أليم ومصابنا جسيم . أبي مهما قلت ومهما كتبت فلن أوفيك حقك لقد كنت لي نعم الأب .. أبي يعجز لساني عن التعبير عنك كأب ويعجز التعبير عن ذكر كل ما فيك . أبي . حسبنا أنك ذهبت إلى ربٍ غفورٍ رحيم كريم عظيم لطيف فهو حسبنا ونعم الوكيل . أسأله سبحانه أن يجمعنا بك ومن نحب في جنات الفردوس مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . آمين . ابنك : نايف بن زاهر القارزي