الغريب في المشهد اليمني برمته ليس موقف الحوثيين الذين باعوا وطنهم لأجندات أجنبية !! فذاك شأن العصابات والخونة على مر التاريخ ، وليس موقف المخلوع الذي قام بنهب مقدرات بلده على مدى 33 عاماً حتى غدا واحداً من أثرى أثرياء العالم تاركاً لشعبه البؤس والحرمان والجوع !! فذاك شأن الطغاة على مر التاريخ أيضاً ، إنما الغريب هو موقف الضباط الكبار في الجيش اليمني !! وأعني الشرفاء منهم !! إذ لا أثر لهم في كل ما جرى ويجري على الأرض سوى التبعية لأوامر المخلوع ! ألا يفترض بهم – باعتبارهم سادة وأمراء الجيش – أن يكونوا المحور الرئيسي في الدولة والحامي الأول لمؤسساتها ؟ كيف ينساقون خلف شخص واحد تبين لهم بالحجة والبرهان أنه لص ؟ هل نسوا بأنه لم يرض أن يترك السلطة إلا بعد أن ضمن عدم محاكمته وملاحقته قضائياً !! لا يقول لي أحد أنهم جميعاً أوغاد أو غير شرفاء أو بلا ضمير ، لأن ذلك غير منطقي أبداً !! فنحن نتحدث عن عشرات الألوف من الكوادر القيادية جلهم من أبناء اليمن العروبي الأصيل ، لكن ورغم كل هذا سؤالنا هنا لم يزل قائماً ، ما الذي يجبرهم على اختيار موقف الطرف الخانع لمزاجية رجل خرج تماماً من اللعبة السياسية ؟ هم أكابر ضباط الجيش وقادته والقدوات فيه..! كيف يرضون لأنفسهم هذه التبعية المقيتة لفرد لفظه الوطن والشعب ؟ هل هو الولاء لذلك الشخص ؟ إن كان الولاء فأين الولاء للوطن .. الولاء لمقدراته .. الولاء للشعب .. الولاء للأجيال القادمة ؟ أم هو الخوف من بطشه ؟ وهل يملك من أمره شيئاً حتى يبطش بنملة ؟ إنهم الجيش..بيدهم العتاد والسلاح ومعهم احترام الشعب والشرعية والتاريخ والمستقبل !! وأما هو … فلم يعد شيئاً .. مجرد ورقة سقطت من شجرة عظيمة تسمى اليمن . إنني من موقع المحبة لليمن العظيم .. وبدافع الأخوة لشعبه الكريم .. ومن منطلق العشم في شرفاء الجيش اليمني أدعو كل الأحرار فيه وأقول : التحقوا بالعظمة والشرف والإباء .. لا تكونوا كالجيش السوري الذي لم يزل يفتك بشعبه ، كونوا جند اليمن العظيم .. جند مستقبل اليمن .. كونوا روحه ورياحينه .. التحقوا بالمجد قبل أن يفوت الأوان ، قولوا الكلمة الأخيرة.. الفاصلة.. المنقذة. الكلمة التي يهفوا إلي سماعها منكم الملايين من شعبكم ، إنهم يتأملون فيكم أن تصدروا بيان الجيش اليمني المنتظر .. المعبر عن إرادة الشعب .. بيان يجلو عن تراب الوطن نجس الخيانة والعمالة.. ويحفظ للوطن مدخراته ومكتسباته.. بيان يدعم الدولة بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من مدلولات ومعان ( دولة الرئيس الوحيد الشرعي المنتخب .. دولة المؤسسات .. دولة السلم الاجتماعي .. دولة الوحدة ) ، إنها فرصتكم الأخيرة قبل أن يكتبكم التاريخ في صفحة الخزي والعار .. فرصتكم الأخيرة لتخرجوا الجيش من خندق التبعية والخيانة ، فلم يعد يليق بكم أن تكونوا حماة للصوص والأوباش وبوابة تتحقق من خلالكم الأحلام الزرادشتية الساسانية الصفوية . أفلا تحبون أن يقال عنكم جيش اليمن العظيم ؟ أم على قلوب أقفالها؟.