حينما أجمعت الامة السعودية على سياسة الملك سلمان لتولي القيادة في أهم مراحل الاستمرارية.. كان في الحقيقة تسلم له قيادة السفينة.. وهي تتطلع الى مستقبل مليء بالانجازات الخيرة في بحر تتلاطم فيه أعتى الامواج الخاصة بالبناء والتطور والازدهار من حولها.. مما يجعل أمهر ربان يتردد أمام المسؤولية.. لولا ان سلمان بن عبدالعزيز – مستعيناً برب العزة والجلال – ارادة الأمة السعودية. لذلك حمل خطاب الملك سلمان رؤية قوية وواضحة لتحديات المرحلة الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي . واذا نحن فحصنا خطاب سلمان بن عبدالعزيز الذي تحدث من خلاله الى الامة فنراه وثيقة وطنية ناجحة وضعت صرح المشاركة لجميع مؤسسات الدولة في تحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة. ربما لا أكون مغالياً اذا وصفت خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بأنه خطاب تأسيس ادارة التنمية الشاملة على اسس جديدة قوامها الكيانات الكبرى والتفوق العلمي والتكنولوجي في اطار من الواقع والمسلمات التالية: اولا: لقد أظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز ان الرؤية والحكم يعتمدان على الاستمرارية والضمان في اطار تاريخ طويل من العمل المخلص والمتقن الذي وضع اسسه مؤسس هذه الدولة .. العمل من اجل البناء والتطور المستمر. ثانياً : لعله من الثابت تاريخياً اتباع سلمان بن عبدالعزيز نهج اسلافه كقاعدة الانطلاق الى مرتبة القيادة ليعرفه سائر افراد الامة فهو شخصية تعكس وضوح الرؤية والقدرة على فهم للاشخاص والتعامل في اطار الممكن دون الاصطدام في الوقت غير المناسب. ثالثاً : لقد أظهر سلمان بن عبدالعزيز لدى ممارسة سلطاته كقائد لبلاد ببراعة حيث مضى على طريق مؤسس الدولة بأسلوبه الخاص. رابعاً : اتصور ان كل هذه المعلومات معروفة ومتاحة للجميع، ولكن فانه كان من الضروري الاشارة اليها قبل أن نقول الجديد الذي نريد الاشارة اليه والذي اتصور انه اهم ما يمكن ان يفعله رئيس اي دول الا وهو التغيير الذي يحدثه في عقول الناس والشخصية القوية لشعبه. خامساً : فبالنسبة الجديد كان ما اضافه الملك سلمان بن عبدالعزيز للسلطة من تحديث وتطوير التي سيحدثها في نفوسنا عن طريق الانجازات التي سيتم تحقيقها من الاستمرار في التنمية الشاملة او من خلال الاسلوب الذي يتبعه في العمل والادارة مما فتح للجميع ابواب المشاركة المجتمعية من اجل تحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة. سادساً : وفي انطلاقة لقيام مجلسين هما المجلس الاقتصادي والتنمية ومجلس الامن وللطاقة لتعميق التعاون بين جميع الوزارات في تعاون فعال لاداء هادف. سابعاً : وفي الادارة والاقتصاد الوطني اناطه المجلس الجديد (المجلس الاقتصادي والتنمية) وكان بذلك هدفه الحرص على التوازن مما يسهل العمل على دخول سوق الاقتصاد السوق وهو انجاز على صعيد علم الاقتصاد السياسي (أي فن حكم الشعوب وادارة الموارد). ان الرؤية لادارة الدولة التي قدمها الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه السلطة ستظل دائماً هي المعايير التي يتطلع اليها المبايعون له. هذه الرؤية وهذه القيم هي اهم ما قدمه الملك سلمان في خطابه وهو ما اوجد مناخاً آمناً يساعد كل واحد منا على ان يقول ويعبر عما يشعر به، وما يجيش بداخله. وساعد الشخصية الوطنية للمجتمع للمشاركة على طريق التنمية المستدامة الناجحة وتغير طاقاته وامكاناته الحقيقية مع قدوم سلمان بن عبدالعزيز. فالخطاب اذن يرسم بوضوح الاسس الفكرية والتطويرية المستمدة من كتاب الله وسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام – التي ترتكز عليها سياساتنا العامة وهي مرحلة دقيقة في تطورنا فاداء الدولة بقيادة الملك سلمان يؤكد بوضوح اننا نتجه نحو انطلاقة حقيقية من اجل اداء متميز. وانطلاقاً من ذلك فاننا نحن السعوديين نثق في مصداقية خطاب الملك سلمان .. كتاب للمستقبل، ونريد ان نقول له – يحفظه الله – ان كل قرار تأخذه الدولة بتوجيهات له مردود على الانسان السعودي، ومصداقية الملك سلمان كان مصدرها مشواره الطويل أميراً للرياض، ثم وزير للدفاع وولياً للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء فتحققت في مساهماته في هذا المشوار الطويل أهداف الخطط التنموية. ويكفي الآن أقول ان خطاب الملك سلمان قد حدد اهداف الدولة ومهامها ووسائلها لتحقيق اهداف جديدة لوظائف الدولة ودعوته لمجلس الاقتصادي والتنمية والامني والسياسي، للتفاعل وللتعاون بينها وبين الوزارات لاداء افضل واحسن لمستقبل مشرق إن شاء الله.