كم هي جميلة تلك اللحظات البدائية لكل مشوار وخطوة وترنيمة أمل للبدايات نقطة لا ننساها ولا تغفلها ذاكرة القلب النابض. كم من بداية مترددة خجولة طالت عنان السماء,وكم من بداية صامتة لاحت بصوتها الشجي لنا. للبداية رائحة لا يشبهها إلا صمت المكان الذي بدأت منه كم اذكر كل بداياتي … بداية إدراكي لأول مشهد عقلي مسجل… بداية تعليمي…سطور نجاحاتي الصغيرة…وحروفي الخجلى,كل شئ بدا خجولا منزويا لا يعلم ماهو الدرب وأين منتصفه. كم لبداية الحرف عندي من سبعين رواية اختلف تواترها داخل عقلي وتفكيري. ولكن لازلت اذكر إن بداية حرفي كانت لأبي وأمي. وكيف كنت اكتب القصيدة واقرأها على والدي المنصت بكل فخر وحب. وكيف كنت أقف أمام أمي لأشدو لها بحروفي…كان لي جمهور رائع يحجز أجمل مقعدين (أبي وأمي)منذ بدايات وقتي وأنا اكتب لهما وإليهما. سؤال محير هل يوجد شاعر لم يجرب طعم الأم ونكهة الأب في قصائده وأهازيجه؟.. ذلك محال.. إنهما تركيبة شعرية وقاعدة ثابتة في كل حرف ورسم وفن، إنهما حب من أخمص القدم إلى عنان السماء.