أعرب معالي وزير الخارجية القبرصي التركي السيد " أوزديل نامي " عن تفاؤله بالزيارة التي يقوم بها حاليا للمملكة العربية السعودية .. وما تم من مباحثات مع معالي السيد إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي , تتعلق بدعم مطالبات بلاده بالاعتراف بدولة شمال قبرص التركية , اضافة الى التباحث حول أوجه التعاون الاخرى المختلفة . وأبلغ السيد نامي (البلاد) ردا على سؤال حول رؤيته للعلاقات مع السعودية قائلاً:" إن للمملكة ثقلها الكبير ونطمح في دعمها لجهود الاعتراف الدولي بنا , ونتطلع لفتح ممثلية لنا في السعودية كما هو الحال في عدة بلدان من دول مجلس التعاون الخليجي " . وكان وزير خارجية شمال قبرص التركية قد عقد مؤتمرا صحفيا ظهيرة أمس في جدة , بمقر قنصلية الجمهورية التركية , بحضور قنصل عام تركيا السيد " فكرت أوزار " وكشف خلاله عن فحوى لقائه بالسيد " أياد مدني " الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, ورغبة بلاده في دعم الامين العام لإيجاد حل لعدم الاعتراف بدولة شمال قبرص التركية , والتي حصلت على مقعد مراقب في الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي . واشاد الوزير القرصي التركي بتجاوب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي , واستعداده لبذل قصارى جهوده لمساعدة بلاده في الحصول على اعتراف من دول المنظمة الاسلامية , اضافة الى دعم السيد مدني لبلاده بإقامة علاقات تجارية واستثمارية مشتركة مع دول " التعاون الاسلامي " واقامة خطوط ملاحة جوية وتقارب اقتصادي . وكشف السيد " نامي " عن تطلعه لتطوير مقعد بلاده في منظمة التعاون الإسلامي من مراقب إلى دائم , موضحا في ذات السياق انه عقد لقاء في الغرفة التجارية الصناعية بجدة , والتقى عددا من رجال الاعمال السعوديين , وشرح لهم أوجه الاستثمار المتاحة في القسم الشمالي من جزيرة قبرص , والضمانات الكفيلة بمأمونية ونجاح التجربة الاستثمارية في بلاده , وقدم لهم دعوة لزيارة بلاده . وقال إن حجاج بلاده مازالوا يأتون للديار المقدسة بجوازات تركية , "علما بأن لنا جوازات خاصة بنا كدولة مستقلة عن تركيا" , متمنيا أن يتم الاعتراف ببلاده , وان يتم التعرف عليها أكثر كأتراك قبارصة . مرحبا في ذات الوقت بكل الزائرين لبلاده مستثمرين أو سواحا أو طلابا باعتبار بلاده – كما قال – بلد الجامعات , حيث يوجد سبع جامعات , ويدرس بها 70 ألف طالب من مختلف ارجاء العالم . وكان الوزير القبرصي التركي قد استهل المؤتمر الصحفي بالحديث عن بلاده في سرد تاريخي لمرحلة الخمسة عقود الماضية , موضحا أنها كانت ضمن مكون الامبراطورية العثمانية , ثم صارت مستعمرة بريطانية حتى جاء عام 1960 م الذي شهد انسحاب الانجليز من الجزيرة القبرصية , لتصبح أرضا مشتركة للرومان اليونانيين والأتراك المسلمين , وتم أعداد دستور ينص على أن يكون رأس الدولة من الرومان , ورئيس الوزراء من الاتراك , وبقية الحكومة مناصفة بين الجانبين . ومضى الوزير " نامي " في سرد التسلسل الحدثي بالجزيرة القبرصية , حتى الاتفاق على فيدرالية بين الاتراك واليونانيين , الى أن تم اجراء استفتاء برعاية الاممالمتحدة , ثم ما حدث من قتال مسلح سقط فيه قتلى من الجانبين , الى ان أوقف ذلك الصراع التدخل التركي , وما تم بعد ذلك من رسم خط الحدود بين شمال وجنوب قبرص .