للجامعة ثلاث وظائف أساسية تقوم بها تتمثل في البحث العلمي والتدريس وخدمة المجتمع . على أن هناك وظائف أخرى ولكنها أقل أهمية . ويقوم على التدريس في الجامعة نخب وكفاءات عالية التأهيل صرف على تأهيلها وتدريبها في الداخل والخارج مبالغ طائلة ويحظى هؤلاء الاساتذة بعدد كبير من الحوافز إضافة الى ما يجدونه من تقدير واحترام هم له أهل . وتقدم الجامعة كذلك تعليما مجانيا لطلابها بل و فوق هذا تصرف لهم مكافآت شهرية وتؤمن لهم مسكنا مقبولا . وفي ظل هذه المزايا فإنه من المتوقع أن تكون المخرجات غاية في التميز والجودة في المجالات الثلاثة آنفة الذكر بشكل رئيس . ففي مجال البحث العلمي يتوقع أن تكون ذات نوعية وحداثة وعلى مستوى التدريس فبمعادلة صغيرة يمكن القول : أستاذ مؤهل + تدريس جيد + بيئة علمية مناسبة = طالب مبدع وكذلك يتوقع من الجامعة أن تسهم بدور فعال في خدمة المجتمع من خلال الأبحاث والدراسات والمحاضرات الهادفة ولكن الواقع يقول غير هذا. ففيما يتعلق بالبحث العلمي فإن واقع الحال يعطي نتائج مخيبة للآمال فالرصيد التراكمي لأبحاث الجامعات السعودية مجتمعة حسب آخر الاحصاءات لا يتجاوز الخمسين ألف بحث في حين نجد أن جامعة طهران قد تجاوزت الخمسة وأربعين ألف بحث عن الفترة نفسها والجامعة العبرية في القدسالمحتلة لديها رصيد بحثي تجاوز الستين ألف بحث ناهيك عن الجامعات المتقدمة كجامعة هارفرد التي تجاوز رصيدها البحثي 320 الف بحث علمي نوعي والقائمة تطول على أننا لو دققنا في نوعية البحوث المقدمة فقد نصاب بخيبة أمل أكبر. أما ما يتعلق بجانب التدريس فشواهد الحال تغني عن كثير المقال بل لقد خلصت كثير من جهات التوظيف إلى إجراء اختبارات تحدد أهلية وكفاءة المتقدمين للعمل من حملة الشهادة الجامعية وذلك لإخفاق كثير منهم في القيام بمتطلبات الوظيفة المهنية المعتمدة على الكفاءة والتأهيل العلمي . ولقد جلست شخصيا مع طالب على وشك التخرج في تخصص الرياضيات وأقسم أنه لا يستطيع أن يحل معادلة واحدة وأنه لا يمكن أن يقدم درسا واحدا وحين سألته كيف وصلت الى هذا المرحلة المتقدمة أجاب بأنهم يأخذون ملخصات مختصرة جدا لا يخرج الاختبار عنها قيد أنملة . ولعل دور الجامعة في خدمة المجتمع ليس بالبعيد عن ما ذكر آنفا فليست هناك جهود واضحة تصل الى من لا يستطيع الوصول للجامعة وقاعاتها المكيفة وكأن برامج الجامعة لا تعدو كونها نخبوية تستهدف أعضاءها ومن في حكمهم . وهنا يبرز عدد من التساؤلات المهمة : كيف يمكن الاستفادة من قدرات الاستاذ الجامعي في مجال البحث العلمي وتحفيزه على الانتاج الهادف والمفيد في ظل ارتباط كثير من اساتذة الجامعة بالتزامات بحثية لجهات أخرى غير جامعاتهم مما قد يؤثر سلبا على أدائهم في الجامعة ؟ لماذا كل هذا التردي في مستوى المخرجات في ظل كل هذه الامكانات المحفزة ؟ كيف يمكن الحد من تسرب اساتذة الجامعة الى جهات اخرى ؟ كيف يمكن علاج ظاهرة غياب كثير من اساتذة الجامعة عن طلابهم ؟ لماذا لا تزال معظم جامعات المملكة في ذيل قوائم ترتيب جامعات العالم ؟ لماذا لا يستطيع عدد كبير من خريجي الجامعات اجتياز اختبار كفايات التدريس وان اجتازوها فبالكاد وحالهم كحال ناج مخدوش ؟ لعل لدى وزير التعليم وفريقه إجابات على هذه التساؤلات وغيرها ! @ Twitter / omarweb1 hotmail/ [email protected]