ملك غني عن التعريف.. ومليء بالتجربة. سلمان لم يكن غائباً عن الحضور في المشهد القيادي لهذا الوطن بقدر ما كان شريكاً فاعلاً ومقرباً لهرم السلطة المتعاقبة في المملكة العربية السعودية.. يمتلك ثقافة عالية في الوعي وصناعة القرار منطلقاً من ثوابت المنهج في مفاصل الحكم. هذا بالاضافة الى أن سلمان الملك.. مليء أيضاً باخلاقيات تضرب بها الأمثال حين يكون الحديث عن سلمان الإنسان الذي يقف إلى جانب العدل ويخشاه الباطل. عرفه الوطن منذ أن كان أميراً في هيبة ملك شهدت على يده الرياض العاصمة مراحل من القفزات الهائلة في مسيرة البناء الحضاري الذي تشهده اليوم في منظومة من التكامل والتخطيط وذلك في أطار الخطط الخمسية الشاملة على خارطة الوطن. غير أنه كان يؤمن بأن العواصم العالمية هي عناوين مهمة في ثقافة الحراك الذي يعكس حجم الأرض والإنسان في طموحات قيادة التطوير في شكله ومضمونه لأي بلد يقدم نفسه للعالم في صورة حضارية متميزة ومشرفة. ومن إمارة الرياض إلى ولاية العهد وقيادة القوات المسلحة، جاء سلمان بن عبدالعزيز جاهزاً للمهمة. فقد كان ملازماً لأخيه سلطان بن عبدالعزيز لفترة طويلة من الزمن الذي كان كفيلاً بأن يكسب من خلاله الكثير من تجربة رجل دولة بحجم سلطان في الإدارتين السياسية والعسكرية.. وشؤون المجتمع ومعطيات الإرث في القيم المتوارثة وذلك في اطار من الهموم الوطنية المشتركة واهتمامات ولاية العهد. ليكون إى جانب أخيه الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خير معين بعد الله في إدارة شؤون الدولة.. واليوم وبعد أن بايع الشعب مليكه سلمان فإنه لم يشعر أن الرجل كان بعيداً عن المكانة والمكان. بقدر ما كان أحد الرموز السعودية بل بايعته الأمة في عز العزاء.. ومنذ لحظة بيان الرحيل المر لمليك عاش في قلوبهم حباً.. ومات في عيونهم دموعاً ونحيباً ليقول سلمان لشعبه بعد أسبوع من مواسم الحزن.. ومراسم البيعة: أنا هنا وأميناً صادقاً ومخلصاً كما عهدتموني ويمطر هذه الأرض والإنسان خيراً وعطاءً.. وإصلاحاً إدارياً. في بداية مشوار جدد من طموحات الدولة السعودية في نموها وتطورها. وذلك في الوقت الذي تم استقباله في الداخل والخارج على أنه رجل دولة بمواصفات تليق بوطن يختلف عن كل الأوطان أمناً واستقراراً ومقومات وثوابت. ليكتب التاريخ مرحلة تشهد على أنه لا خوف على أمة وبلد يقوده سلمان خادماً للحرمين ولشعبه والإسلام. ويبقى التحدي الكبير أمام أبناء وبنات الوطن.. وهو كيف يمكن التفاعل مع كل هذه المعطيات والطموحات وتفاصيل مسيرة تتطلب العمل والمثابرة والتعاون لرفع مستوى الأداء الذي أكد عليه قائد هذه الأمة من خلال القرارات الجديدة. خاصة حين ننظر إلى العالم من حولنا ونقف على المعادلة البعيدة في مسافات سياسية واقتصادية واجتماعية. وعندها ندرك حجم هذه المعادلة. ونشكر الرب على إرثنا في مقومات الوحدة والقيادة من منطلقات فرضت هذا التميز في حياة الشعوب.