كتب – شاكر عبدالعزيز وعاطف ابوشبيكة كشفت مصادر دبلوماسية عن اجتماع قمة مهم سيُعقد بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريام ديسالين على هامش القمة الأفريقية، حيث يبحثان التعاون بين البلدين فى مجالات متعددة حتى يتم استخلاص مصلحة الشعبين وتحقيق التنمية، خصوصًا فيما يتعلق بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وتفهم مصر للاحتياجات الإثيوبية للتنمية . وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد شارك فى القمة الأفريقية السابقة التى عقدت فى العاصمة الغينية مالابو عقب توليه منصب رئيس الجمهورية يونيو الماضي. وأجرى الرئيس السيسى مباحثات فى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلى ماريام دسالين، على هامش أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة مؤتمر الاتحاد الأفريقى، حيث أكدت مصر وإثيوبيا التزامهما المتبادل فى علاقات البلدين الثنائية بمبادئ التعاون والاحترام المتبادل وحسن الجوار، واحترام القانون الدولي، وتحقيق المكاسب المشتركة. وأضافت المصادر، أنه فى ضوء البيان المشترك الذى صدر عن الرئيس السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا على هامش قمة مالابو، سيؤكدان خلال لقائهما على إرساء دعائم فصل جديد للعلاقات الثنائية وعلى صعيد التعاون الإقليمي، كما سيناقشان نتائج اجتماعات اللجنة الثنائية المشتركة، والتأكيد على محورية نهر النيل كمورد أساسي لحياة الشعب المصري ووجوده، وإدراكهما لاحتياجات الشعب الأثيوبي التنموية. وفى وقت سابق، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس وزراء أثيوبيا، تشكيل لجنة عليا تحت إشرافهما المباشر، لتناول كل جوانب العلاقات الثنائية والإقليمية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، كما أكدا التزامهما احترام مبادئ الحوار والتعاون كأساس لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار ببعضهما البعض، وأولوية إقامة مشروعات إقليمية لتنمية الموارد المالية لسد الطلب المتزايد على المياه ومواجهة نقص المياه، واحترام مبادئ القانون الدولي. وأعلنت الحكومة الإثيوبية التزامها بتجنب أى ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه، فيما أعلنت الحكومة المصرية التزامها كذلك بالحوار البناء مع إثيوبيا، والذى يأخذ احتياجاتها التنموية وتطلعات شعب إثيوبيا بعين الاعتبار. وأوضحت المصادر أن الرئيس السيسي سوف يتطرق خلال لقائه "ديسالين"، على أن مصر لا يمكن أن تقف فى وجه حق الشعب الإثيوبي فى التنمية، وأن نهر النيل، وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرا للتنمية، فإنه بالنسبة للمصريين مصدر للحياة وليس فقط للتنمية، فى ضوء اعتماد مصر عليه كمصدر رئيسي لتلبية احتياجات شعبها من المياه. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس السيسي سيلقى كلمة مهمة بالقمة الأفريقية، تتناول ملفات مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية، ووحدة القارة السمراء، فيما سيؤكد السيسي على أهمية اتخاذ إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية بين مصر وإثيوبيا إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق البلدين، وتهدف إلى تأمين مصالحهما وتعزيز التعاون المشترك، وأنه سيشدد فى ذات الوقت على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على أفريقيا. وتابعت المصادر "ستركز الكلمة على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة لمصر، والتى تعد بحق مسألة حياة أو موت لعدم وجود مصدر آخر للمياه بخلاف نهر النيل". كما سيتناول الرئيس فى كلمته مواقف ورؤى مصر تجاه العديد من الملفات الإقليمية المهمة، وفى مقدمتها الأوضاع فى الصومال، جنوب السودان وجهود تحقيق السلام بين الحكومة والمعارضة هناك والعمل على تجاوز الأزمة الإنسانية الحادة نتيجة تدفق اللاجئين، فضلا عن الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا وسبل دعم المؤسسات الشرعية هناك لمساعدتها على استعادة الأمن والاستقرار. ومنذ أسابيع، استقبل الرئيس السيسي بمقر الرئاسة البطريرك متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، على رأس وفد رفيع من الكنيسة الإثيوبية، بحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والسيدة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي. ورحب الرئيس السيسي بالبطريرك متياس الأول والوفد المرافق، مؤكدًا أنهم فى بلدهم الثاني مصر، وطلب منه نقل تحياته إلى رئيس الوزراء وكافة أبناء الشعب الإثيوبي، مضيفا أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والاستقرار، ومشددا على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التى تواجه الشعبين المصري والإثيوبي. وأعرب البطريرك متياس الأول عن تقديره لاستقبال الرئيس له وللوفد المرافق، مشيرا إلى عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين، والتى تمتد إلى الجانب الروحي والديني، مؤكدًا على أن هذه العلاقات سوف تظل إلى الأبد، لا سيما فى وجود نهر النيل العظيم الذى يمثل ثروة منحها الله للبلدين حتى يستغلاه معا، داعيًا إلى استمرار علاقات المودة والوئام بين البلدين حتى يحل الخير والسلام على الشعبين.