تعجز الكلمات أن توفي الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز حقه من الوفاء والتكريم لقد فقدت بلادنا أمس واحداً من هؤلاء القادة الأفذاذ الذي قل الزمان بأن يجود بمثلهم .. مات ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز حبيب الشعب الذي أحب شعبه فأحبه الشعب الإنسان المتواضع الذي يضع قضايا بلاده وأمته نصب عينيه .. المصلح الذي يسارع في جمع الفرقاء وإزالة الخلافات العربية / العربية، حكيم العرب ذو الرؤية والبصيرة الذي يسارع في نجدة أبناء أمته العربية عندما تحيق بها الشدة أو الضرر .. الرجل الذي يجهر بالحق دون خوف إلا مخافة الله سبحانه وتعالى .نصير المرأة وراعي نهضتها في بلادنا الذي كفل لها حقوقاً كانت غائبة، المسارع لتقديم يد العون لأبناء أمته العربية والإسلامية عند الشدائد والمحن العالم يبكي هذا الملك المصلح الشجاع الذي لا يخاف في الحق لومة لائم الحريص على تقدم وبناء وطنه ورخاء كل أبناء الشعب السعودي .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأهلاً بأخيه وعضده سلمان بن عبدالعزيز ليكمل المسيرة التي قادها هذا الملك الشجاع عبدالله بن عبدالعزيز يسانده ولي العهد مقرن بن عبدالعزيز وها هي جموع الشعب السعودي تعلن بيعتها وتؤكد تمسكها باستمرار المسيرة التي وضعها عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – ويكملها اخوانه من بعده .. وتستمر الأمة كلها تلتف حول قادتها تلملم آثار الحزن الدفين لتواصل مسيرة البناء والتنمية . *** فعيوننا تدمع وقلوبنا تتفطر حزناً عليك أيها الملك الصالح وأنت ترحل عنا إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى فقد أخلصت لدينك ووطنك وكنا شهوداً على ذلك. كنت بيننا المحب والوفي الجميل والحريص على رفاهية شعبه ولم تصرفك المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقك والتحديات الجمة التي تحيط بمنطقتنا والعالم من حولنا عن المتابعة اللصيقة والرعاية الكريمة لكل أنشطتنا وفعالياتنا أو تقف بينك وبين الفقراء والمحتاجين لترسم سياسة واضحة ومرنة ومتوازنة وشاملة بوأت المملكة الغالية أعلى المراتب وحظي إنسانها بكافة الحقوق ليشمر عن ساعد الجد في مسيرة البناء والرقي. إننا إذ ننعيك إنما ننعي فيك كل الصفات الحميدة والنبل ومكارم الأخلاق فقد أوليتنا كل جهدك ووقتك وغرست في أعماقنا سماحة الإسلام واعتداله ووسطيته ورسخت في وجداننا قيم الحوار ونبذ كافة أشكال الصراعات والمذهبية والطائفية والمناطقية والغلو والتطرف والإرهاب. لقد عشت من أجلنا بكل الصدق والوفاء وبادلناك حباً بحب فكانت وما زالت لحمتنا الوطنية مضرباً للأمثال وتركت من بعدك إخوة بررة, يؤازرهم شعبهم الوفي, على ذات الطريق الذي انتهجته مترسماً خطى والدك مؤسس هذه المملكة العظيمة بعون الله وتوفيقه. ونحن إذ نتضرع إلى المولى سبحانه وتعالى لنرجو أن ينزل على قبرك شآبيب رحمته ويدخلك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ولا نقول إلا ما يرضي الله. (إنا لله وإنا إليه راجعون).