في زمن الجاهلية كانوا يقومون بوأد البنات ومتى ما جاء الخبر أنّ امرأتك وضعت انثى ظل وجه مسودا وهو كظيم يتوارى من الناس .. وفي زمن موسى عليه السلام كان فرعون يقوم بذبح الابناء ويستحْيِي النساء لديه .. وفي عصرنا هذا ووقتنا هذا اصبح الخوف والقلق الدائم على الابناء بدرجة اكبر من البنات وذلك حسب ما يقوله الواقع.. تخيّل ابن ما بين 13-19 سنة تجلس معه وكل فكره في الماديات بل ما بين ماركة كذا وسيارة كذا وماركة كذا من الجوال الفلاني بل يقول لك الافضل لكل كذا وكذا .. بهذا النهم وبهذا التورط وانت تحملق امامه وكأنك أمام رجل كل الماركات .. ان لم يكن من محيطك فهو من محيط اقرانه في المدرسة او الحارة ولا اخفيك سرا انه لا أنا ولا انت نستطيع ان نحل هذا الموضوع بالكلام والنظريات بل بالمصارحة واظهار الحقيقة والحوار والشفافية ولنا في ذلك اسوة حسنة الحوار بين لقمان وابنه ما هو ظاهر وما هو خفي ولعل ما هو واضح " إن ذلك من عزم الأمور" . فإن البعض منا لا يتسطيع ان يلبي احتياجات ابنه بين عشية وضحاها.. او انه بالاضافة الى ذلك فاقد الحنان الذي لم ولن يأتي الا مع هذا الحوار والاخذ والعطاء وقديما قالوا اذا كبر ابنك خاويه ليس ان نصفق له ان ظلم او بطش او سرق شيئا او ما شابه ذلك وان ما نسمعه "رجّال ما يعيبه شيء" مادام انه يخرج ويدخل امامك.. او يدخل امامك ويخرج انت على تلك الكلمة " رجّال ما يعيبه شيء" ويا غافل لك الله . ترى هل ما نراه من اطفال في عمر الزهور نراهم في شوارع كثيرة من الدول في خارج المملكة حينما تسافر يمدون لك ايديهم اوما نرى هنا اطفالا من دول عربية مجاورة يقومون بمسح السيارات او يمدون لك ايديهم او يطلبون منك ان تطعمهم شيئا او ما هو اخطر ما يسمى بتجارة الاطفال واستغلالهم كامل الاستغلال حيث البعض يهوى ويحب ان يصطاد في الماء العكر بأن يرى أصحاب الحاجة لمعة الالماس حتى اذا كان في قبضته فهو اشد جبروتا من فرعون وأبو جهل.. فيا ليته "قرأ الواقعة" إذًا فكلكم راع .. وكلكم مسؤول عن رعيته أنا وأنتم وكل أب وأم. زايد صالح العسل جدة