أثارت ندوة عقدتها الجمعية الفلسفية الأردنية الثلاثاء الماضي في رابطة الكتاب الأردنيين، جدلا واسعا حول محوري الفلسفة والدين ودارت في فلكها نقاشات صاخبة بين المحاضرين والجمهور امتدت إلى وقت متأخر. وتناول المتحدثون العلاقة بين الدين من جهة، وبين الفلسفة والعلم من جهة أخرى. وافتتح رئيس جامعة الأميرة سمية د. هشام غصيب أعمال الندوة الحيوية التي شارك فيها إضافة له: أحمد العتوم، د. جورج الفار ومجدي ممدوح، وأدارتها د. خديجة العزيزي، بحديث عن "العلاقة بين الفلسفة والعلم والدين" مبينا أن الأحكام الفلسفية تدهشنا بغرابتها وبعدها عن المألوف والمنطق السائد. وهناك قدر كبير من اللامعقول في الفلسفة تجابه به باستمرار المعقول السائد أو حتى المتخيل. وذكر د. جورج الفار في ورقته التي تحمل عنوان "هل يلتقي اللاهوت بالفلسفة؟" عبر مقاربات ومقارنات فكرية بين اللاهوت والفلسفة، أن فلاسفة القرون الوسطى ادّعو أن "الفلسفة هي خادمة اللاهوت" بينما تدعي الفلسفة أنها قمة الوعي وأعلى درجات التفكير عندما تقول "إن الوعي الفلسفي هو أعلى مراتب الوعي". وعن " المزاوجة بين الدين والفلسفة" تحدث مجدي ممدوح، موضحا ان رجل الدين الواعي يسعى في مشروعه الطموح إلى عقلنة الفكر الديني "الخطاب الديني" وهو يفعل ذلك عن طريق خلق مصاهرة جديدة مع الفكر الفلسفي بعد قطيعة شاملة ناهزت الخمسة قرون.وأكد أن المزاوجة بين الدين والفلسفة قديمة العهد وهي تمتد إلى الفلسفة الاسكولائية التي كانت منتشرة في الساحة الفكرية الغربية، وكان هناك تطابق بين الدين والفلسفة، وتمظهرت الاسكولائية كبنت الفكر الارسطي.