ثمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بادرة الشيخ عبد المقصود خوجة بإهداء الهيئة مجموعة من المصاحف المزخرفة المطرزة والمخطوطات والكتب القديمة النادرة ، هذه المبادرة الإيجابية وقدم سموه شكره لخوجة بهذه المناسبة. الإهداء عبارة عن (28) محفوظة من النسخ الاصلية لبعض الكتب النادرة التي يعود تاريخ أحدها إلى (634ه) الذي جاء بعنوان «محض الوفا في فضائل المصطفى» ، مؤرخا بسنة (793) بالحرم الشريف بمكةالمكرمة، والنسخة بخط المؤلف محمد بن محمد بن علي الكازروني وهي نسخة صحيحة مضبوطة بالشكل قد تكون الوحيدة في العالم. كما شمل الإهداء 11 نسخة من المصحف الشريف، وتتراوح أعمار الكتب والمحفوظات النادرة بين 117 و 634 سنة. وأكد الشيخ عبد المقصود خوجة أن اهداءه الهيئة العامة للسياحة والآثار هذه المخطوطات النادرة نابع من واجبه الوطني ، مشيرا إلى أن هناك عددا من المواطنين لديهم مقتنيات ثمينة تعتبر ميراثا ثقافيا يخرج عن دائرة الفرد ليصب في صالح الجماعة ممثلة في الهيئة وأذرعها المختلفة ، معتبرا أن هذه المبادرات تعتبر بذرة خير تنمو وتزهر ويعم شذاها بالعناية بها ، وحث كل من لديه مقتنيات أثرية على التبرع بها للجهات المعنية حفاظ اعليها من الضياع والاندثار ، وتوفير المناخ الملائم لمعالجتها والعناية بها ، وإثراء المتاحف الوطنية بما يخدم الصالح العام في نهاية المطاف. التاريخ من حق الأجيال وقد قام الأستاذ إباء عبد المقصود خوجة المدير التنفيذي لمجموعة خوجة بتسليم الكتب نيابة عن والده للأستاذ محمد عبد الله العمري المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمنطقة مكةالمكرمة لإيداعها في متحف الزهراء بالعاصمة المقدسة ، وقال أن هذا الاهداء الذي قدمه والده هو اهداء للوطن ولأحد أهم المتاحف في المملكة بمكةالمكرمة حتى تطلع عليه الاجيال الجديدة للتعرف على التاريخ من خلال هذه الكتب والمخطوطات ، مؤكدا أهمية المحافظة على جميع الآثار في الممكة سواء كانت كتبا او مواقع أثرية تمثل تاريخا عريقا يجب ان تتعرف عليه الاجيال. من جانبه قال محمد عبد الله العمري المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمنطقة مكةالمكرمة : انه ليس من المستغرب هذا التصرف الإيجابي من الشيخ عبد المقصود خوجة كون هذا الإهداء ليس الأول ولن يكون الأخير. مؤكدا على شكر وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة وجميع المسؤولين بالهيئة في الرياض ومنطقة مكةالمكرمة للشيخ خوجة. مشيرا الى ان هذا الاهداء جاء من شخص يؤمن بأهمية المحافظة على هذا التاريخ والتراث والمخطوطات التي لو بقيت حبيسة الأدراج وبعيدة عن المتاحف فإن الفائدة ستكون محدودة، لكن الإهداء لمتحف عام حكومي سيكون بلا شك مفيداً للمحافظة على هذا التاريخ ، وكذلك سيكون حافظاً لدور الرجال النبلاء أمثال عبد المقصود خوجه تخليداً لإسهاماتهم المتميزة وجهودهم التي كان وراءها جهد دؤوب منذ سنوات لجمع هذه المقتنيات التي لا تقدر بثمن. وأوضح العمري ان الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة وجه بأن يتم إبراز هذه الكتب والمخطوطات في المتحف مع توضيح اسم الشخصية التي أهدت للمتحف وللوطن تلك المخطوطات ، مشيدا بالاهتمام الذي لمسه من إباء عبد المقصود خوجة وحرصه على هذا التاريخ الجميل. وأضاف: وجدت أمامي خبيراً في التاريخ وعاشقاً للموروث ومحباً لفكر وتوجه والده ومطمئناً للجميع بأن هذا الموروث العريق وهذه العادات ستستمر في الأبناء كما هي لدى الآباء ومثل ما كانت لدى الأجداد. من جهته قال الأستاذ عبد الرحمن رداد الثبيتي مدير مكتب آثار مكةالمكرمة ان هذه البادرة الكريمة من الشيخ عبد المقصود خوجة ليست الأولى. فقد أهدى متحف مكةالمكرمة من قبل مجموعة من السجاد الإسلامي وهي معروضة الآن بالمتحف، وهذا غير مستغرب منه حيث إنها تنم عن أنبل الشعور الوطني المخلص من شخص مخلص بهدف الحفاظ على تراث وتاريخ هذا الوطن المعطاء.