الكتاب ثروة لا تقدر بثمن، واغتناءه يعد ميزة لمن يحاول ويعمل على جلبه إلى خزانته (مكتبته)، ولعل مهرجان (معرض الكتاب) الذي ينتقل بين عواصم الدول العربية وغيرها قد سهل معاناة كثير من الناس الذين يحرصون على تعدد وتنوع عناوين الكتب في مكتباتهم ، سواء كانت الشخصية أو خلافها... من خلال بعض الدراسات التي عُملت بهذا الشأن تبين أن نسب كبيرة ممن يغتنون الكتب لا يقرأونها ، وأنها مجرد وجاهة وتزين رفوف مكتباتهم ، بمعنى أخر أن نسبة القراءة في وطننا نسبة متدنية وضئيلة مقارنة بنسبة كمية هذه الكتب في مكتباتهم... ولعلي هنا ومن خلال تتبع بعض الدول العربية أن هنالك أسبوع أو فترة زمنية معينة يطلق عليها ( القراءة للجميع ) أو تحت أي مسميات أخرى المهم يؤدي / تؤدي إلى الغاية والغرض والهدف نفسه، أي زيادة معدل القراءة ، وهنالك فرص كثيرة لعمل مثل ذلك حيث يمكن من خلال المدارس والجامعات وبعض المؤسسات الأخرى. ولابد من التشجيع بأن يعطى القارئ بعض المزايا والحوافز . وقد يسبق تلك الفترة حملة توعوية بأهمية القراءة ومالها من مردودات إيجابية تعود على القارئ كفرد وعلى الأفراد كمجتمع كأن تعقد ندوات ومحاضرات وتوزيع منشورات ولا نغفل عن دور الوسائل الإعلامية في هذا الشأن. نعم، إن معرض الكتاب يسهل جلب الكتاب ولكن يبقى من يستخرج ما في هذه الكتاب من ثروات ، لذا لابد أن تكون هذه الفعالية ( القراءة للجميع ) بعد المعرض بفترة وجيزة خاصة أن من اشترى الكتاب ما زال متحمساً له.. يبقى هذا مجرد وجهة نظر شخصية ، وآمل أن نراها في أرض واقعنا... ونحن كمسلمين فقد حث الدين على القراءة وأن أول أية نزلت تحثُ على القراءة هي (إقرأ....) والآيات والأحاديث والأقوال المأثورة عديدة وكثيرة في هذا الشأن ... ولا يخفى على أحد أن الأندية الأدبية في المملكة حريصة على تنوع مناشطها الأدبية والثقافية في شتى المجالات ولا سيما الثقافية والأدبية والفلسفية ونأمل منها تبنى هذه الفعالية وتشرف عليها وفق أنظمة ولوائح معية ولا أدعي انه لا يوجد لدنيا هذه الفعالية (القراءة ...) ولكن نود تفعيلها بشكل أكبر وتشمل جميع شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم وذلك على قرار أسبوع الشجرة والمياه والمساجد وغيرها... نعم القراءة تعكس العمق الثقافي في كل المجتمعات مهما اختلف توجه وعقيدة هذا المجتمع وذاك ، لأنها أي القراءة هي العمق التي تؤدي إلى العمق. عمق المعرفة وعمق الثقافة. [email protected]