مكة المكرمةالمدينةالمنورة واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها امس " إن من نعم الله تعالى وكريم مننه أن اختص كلا من الذكر والأنثى بخصائص وميزه بميزات وأفرده بصفات هيئه بها لأداء مهمته في حياته الدنيا على أكمل الوجوه فجعل للذكر من صفات الرجولة وللأنثى من سمات الأنوثة ومعالمها ما لا سبيل إلى بلوغ أفضل ولا أكمل و لا أجمل ولا أحكم منه في ميزان ذوي العقول السليمة لأنه مقتضى حكمة الله البالغة ولأنه تقدير العزيز العليم بعباده فليس عجبا أن يكون كل ميل عن هذا التقدير انحرافا في الفطر وانعكاسا في الطبيعة وتشويها للشخصية الإسلامية الفذة المتميزة . وبين أن من أقبح ما نزل بالمسلمين افتتان بعض شبابهم بكل مظهر مخالف لمقتضى الفطرة معرض عن أمر الله يتجلى ذلك في جملة من التجاوزات والأعمال التي تأتي في الطبيعة منها هذه الأزياء والألبسة العجيبة الجامعة بين نبذ الضوابط الشرعية وبين خدش الحياء ومنافاة الذوق والأعراف القويمة . وأضاف فضيلته قائلا إذا كان اللباس الذي شرعه الله لعباده محققا ستر العورات ومواراتها وكذلك شرعه سبحانه زينة وتكملا وبعدا عن مظهر النقص فكيف يصح في الأذهان وكيف يستقيم في الألباب أن تحول هذه النعمة إلى نقمة وان يصرف هذا الكمال إلى النقص وان يصار بهذه الزينة إلى القبح . وقال إن ما يرى على كثير من شباب المسلمين في هذه الأيام من أزياء وألبسة لأوضح برهان وأظهر دليل على ذلك فمن ألبسة تكشف العورات أو تشف عنها إلى أخرى تجسدها أو توجه الأنظار إليها بمختلف الصور التي لا حصر لها مما تطلع به علينا بيوت الأزياء ومصمموا الملابس وموزعوا الماركات الشهيرة صباح مساء حتى أن بعض هذه الألبسة والأزياء أضحى به لابسه مسخا عجيبا لا يعرف به جنسه ولا تعرف به حقيقته الضائعة بين أشتات الألوان واللبسات والمشيات والحركات وسائر السلوكيات التي تجعل صاحبها اقرب إلى الأنوثة وخصائصها منه إلى الرجولة ومعالمها حتى حين لم يأبه بما ورد من وعيد لمقترف هذه الخصلة حيث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل كما لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال . وأبان فضيلة الشيخ أسامة خياط أن الشخصية الإسلامية قائمة على أسس الفطرة وقواعد الشريعة وضوابط الحلال والحرام كما أرادها الله قوية التميز واضحة السمات لا مجال فيها لاختلال المفاهيم ولا لتنازع الخصائص فلكل من الرجال والنساء صفاته ولكل منهما مهماته وأدواره المنوطة به فعدم إدراك ذلك أو عدم مراعاته والقعود عن القيام بمقتضياته خلل كبير وخطأ عظيم وثغرة خطيرة ينفذ منها إلى المجتمع الإسلامي كل نقص ويتسرب إليه منها كل ضرر ويخشى عليه منها كل شر . ودعا فضيلته الجميع إلى تقوى الله والعمل على الحفاظ على خصائص الرجولة في شبابهم وتعاهدها والعناية بها ورعايتها حق الرعاية وذلك بسلامة التنشئة وسداد التربية ومتابعة الرقابة والتوجيه والتحذير من مغبة التزين بالأزياء المخالفة لشرع الله المتعدية لحدوده المصادمة لسليم الفطرة وصحيح الطبيعة وكريم الأخلاق . وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن خطر فقدان الشخصية الإسلامية لا منتهى له ولا حدود تحده ولا اختصاص له بفئة دون أخرى بل هو عام وشامل ينذر بتصدع البنيان ومن أعظم ذلك خطرا نشوء أجيال من أبناء المسلمين في غربة عن دينهم وانفصال عن أمتهم وخروج عن الصالح القويم من أعرافها لا يهمهم إلا التوافه ولا يحركهم إلا التقليد الأعمى والفتنة بما عند الآخرين من الأعراف والأزياء والألبسة التي تعكس طوائف تفكيرهم ومنهج حياتهم محذرا من هذا الضياع لأنه خزي وعار . وفي المدينةالمنورة بين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ أن دين الإسلام مبني على أصلين عظيمين ؛ الإخلاص لله جل وعلا والإتباع لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم قال تعالى " بلا من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون " . وقال فضيلته البدع بعد الشرك هي أعظم ما يُفسد الدين ويقوض بنيانه وأكثر ما يٌفرق شمل الأمة، البدع جعلت المسلمين شيعاً وأحزاباً شتت شملهم وجعلتهم لقمة سائغة لأعدائهم ، فيها البعد عن الصراط المستقيم والهدي المستديم الذي أمرنا الله جل وعلا بسلوكه قال عز وجل " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " .إنه السبيل الذي أمرنا الله جل وعلا بإتباعه ، طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو المعين الصافي ومصدر النور والهدى . وأضاف لقد جاءت النصوص المتكاثرة والأدلة المتوافرة في وجوب إتباع السنة والتحذير من البدع ، يقول جل وعلا " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " .قال بن عباس رضي الله عنهما تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة .ويقول عز شأنه " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون " .تقول عائشة رضي الله عنها وعن أبيها هم أصحاب الأهواء والبدع والضلالة في هذه الأمة . وأكد فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من الابتداع أشد التحذير فلا يجوز بأي حال أن تخالف أمره ولا أن تنتهج غير نهجه حتى نكون على منهج سوي سليم صحيح مستقيم .في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .مفيداً أن أهل العلم قالوا هذا الحديث ثلث العلم لأنه جمع وجوه أمر المخالفة لأمره صلى الله عليه وسلم .وقال فضيلته يوجز لنا سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم مكمن الخير ومستودع السلامة والأمن فيقول فيما صح عنه " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ " .وكان يقول في خطبة الجمعة " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " .وهل هناك أنصح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة الفضلاء الكرام وقد أجمعوا على ذم البدع والنهي عنها والتحذير من عاقبتها وسوء مصيرها .في سنن أبي داوود عن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لايتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها فإن الأول لم يترك للآخر شيئاً . وبين فضيلته أن أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صحبه ليلاً ونهاراً سفراً وحضراً يقول لهذه الأمة اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .وينبه حبر الأمة بن عباس رضي الله عنهما على لزوم الإتباع والحذر من الابتداع فيقول عليكم بالأثر وإياكم والبدع فإن من أحدث رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر ما هو عليه إذا لقي الله عز وجل .وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن البدعة هي ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما عليه الأربعة الخفاء الراشدون إما بالاعتقاد بخلاف الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإما بالتعبد والتقرب بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة ، ليس في الدين بدعة حسنة فقوله صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم لا يخرج من هذه الكلية شيء سواء ذلك بالاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة . وأفاد أن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله يقول من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة والعياذ بالله ، لأن الله جل وعلا يقول " اليوم أكملت لكم دينكم " يقول مالك فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً . وطالب الشيخ حسين آل الشيخ علماء الإسلام بإظهار السنة والدعوة إليها بكل ممكن فقد قيل للوليد بن مسلم رحمه لله ما إظهار العلم؟ قال إظهار السنة . وقال فضيلته تذكروا أخوة الإسلام أن السكوت على إنكار البدع وأهلها يٌصيرها وكأنها سنن مقررات وشرائع محرمات فالعاقبة وخيمة يومئذٍ .قال الأوزاعي رحمه الله إن السلف رحمهم الله تشتد ألسنتهم على أهل البدع وتشمئز قلوبهم منهم ويُحذرون الناس من بدعتهم . وأكد أن منهج السلف عدم الإسراف بإطلاق كلمة البدعة على كل أحد يخالف بعض المخالفات إنما يصفون بالبدعة من فعل فعلاً أو قال قولاً لا أصل له في الشرع المحمدي ليتقرب به إلى الله جل وعلا فليس كل عاصٍ ومخطئ مبتدعاً ، ومنهجهم رحمهم الله مع المبتدع مناصحته وإقامة الحجة عليه بكل حكمة ولين ومتى عاند واستكبر عن الحق وجب هدره إن كانت بدعته مكفرة وإن كانت دون ذلك فالأصل هو الهجر إلا أن كانت في مجالسته مصلحة ظاهرة ليتبين له الحق وإلا وجب الابتعاد عنه مطلقاً . وأضاف يقول كان السلف رضي الله عنهم إذا هجروا المبتدع تركوا السلام عليه وتركوا زيارته وعيادته .ألا وإن من هجر المبتدعة ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنه بها أو ترويجها بين الناس إلا لمن كانت عنده من العلم والبصيرة ما يحذر به من شرها . ودعا فضيلته المسلمين إلى التمسك بهدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليفلحوا ويسعدوا ويفوزوا في الدنيا والآخرة .