لا تُنْبِتُ وردَ الياسمينْ للغزاةِ الطامعين والفراتُ الفَحْلُ لا ينجبُ زيتوناً وتينْ في ظلالِ المارقينْ فأرحلوا عن وطني المذبوحِ شعباً وبساتينَ وأنهاراً وطينْ وأتركونا بسلامٍ آمنينْ نحن لا نَسْتَبدلُ الخنزيرَ بالذئبِ ولا الطاعونَ بالسُلِّ وموتاً بالجُذامْ فأرحلوا عن وطني هذه الخوذةُ لا يمكن أنْ تصبحَ عشاً للحَمامْ فأرحلوا عن وطني والدمُ المسفوحُ لن يصبحَ أزهارَ خَزامْ فأرحلوا عن وطني والبساتينُ التي غادرها النبعُ وما مرَّ عليها منذ جيلين الغمامْ تصرخ الآن : أرحلوا عن وطني وأرفعوا- قبل العقوباتِ- أياديكمْ عن الشعبِ المضامْ حَزّرونا منكم الآنَ. . ومن زيف الشعاراتِ. . . وتجارِ حروبِ - النفطِ والشفطِ- وأصحابِ حوانيتِ الشعبِ أدِلاّءِ جيوشِ الإحتلال فأرحلوا عن وطني. . وأشربوا نخبَ أنتصارِ القائدِ الَسَجَّانِ في الحربِ على الشعبِ السَجينْ نحن مهزومون حتى قبل أن تبتدئ الحربُ حقولٌ تشحذُ القمحَ وطينْ سال منه الدمُ من بوابة القصرِ إلى النهر الحزينْ فأرحلوا عن وطني وأمنحونا فرصةَ الدفنِ لموتانا وأنْ نَخْرِجَ من تحت الركامْ جُثَثاً ما بلغتْ عُمْرَ الفِطامْ فارحلوا عن وطني من قبل أنْ يَنْتَفِضَ النخلُ العراقيُّ ويستلَّ سيوفَ الانتقامْ