في هذه الحياة نجد عقبات كثيرة، وتحف بنا عدة مشاكل وتبقى طريقة التعاطي معها وكيفية حلها هي السبيل الأمثل في الاستمرار ومواصلة المسير. قد نُعاني من الأصدقاء أو زملاء العمل أو حتى من العابرين في الشارع عندما يرتكب أحدهم مخالفة نتضرر بسببها، وفي أحيان يكون التجاهل وسعة البال خير علاج لأنها أمور عابرة ولا ينفع التوقف أمامها، بعض المشاكل تحتاج فعلاً لدراسة ثم البدء في خطوات العلاج. لكن كيف هو السبيل أو الطريقة إذا كان سبب المشكلة هو ما يفترض فيه الحل، بمعنى أن مشكلة نبعت ونتجت من شخص يفترض فيه أن يقوم هو بمعالجة وحل أي مشاكل تعترضنا. هذا بالضبط الذي وقع مع فتاة في مقتبل العمر أرسلت لي رسالة تشكو حالها في منزل ذويها، تقول في بريدها: «كنت في السابق أفرح عندما يتم منعي من شيء، ويقال لي إنه خوف علي، أبي يرفض كل شي بحجة الخوف، وأمي لا تلبي لي أي شيء بحجة الخوف، تطور الأمر للإخوة الذين باتوا يرفضون مساعدتي في أي شأن من شؤون حياتي بحجة الخوف، أريد الذهاب لزيارة صديقتي في المستشفى، يتم الرفض بحجة الخوف علي، أطلب أن ألتقي بصديقاتي في أحد المراكز التجارية أو الحدائق العامة يرفضون بحجة الخوف، ماذا أفعل معهم؟». بقي أن أبلغكم أن هذه الفتاة في مقتبل العمر، فلم تتجاوز الثامنة عشرة، وغني عن القول إن هذه المعاملة غير ناجحة بل ستكون نتيجتها عكسية تماماً، فالمنع والرفض هما السبيل أو المنفذ لسلوك طريق من الضبابية والغموض، بمعنى أنني أخشى أن تلجأ لطرق ملتوية لتحقيق تطلعاتها ورغباتها، لقد جعلت أسرتها من كلمة الخوف والمخاوف مستهجنة وغير مبررة، على الرغم من أن مخاوفهم قد تكون في محلها لكن التعبير عنها بهذا الشكل الفظ الممزوج حوّلها لعذر لمصادرة حقوقها لا أكثر. وهذه الفتاة وغيرها كثيرات في نهاية المطاف قد يفهمن أن هذه المخاوف مجرد شعارات كاذبة لا أساس لها من الصحة، وهذه مشكلة بحق. أقول لهذه الصديقة النبيهة وأنا أراهن على رجاحة عقلها وقوة تفكيرها إنه فعلاً لدى أسرتك مخاوف كبيرة، لكن بالتفاهم مع والديك وأخوتك والشرح لهم ستجِدي قلوب قبل العقول تصغي لك، فركزي على التفاهم والحوار. ولكل أب وأم لا تلقي بكلمة خوف وتمضي، اجلس مع ابنك أو ابنتك واشرح لهما وجهة نظرك، بحب ومن القلب وستجد كل الآذان تصغي.