عبرت المملكة العربية السعودية عن تطلعاتها في أن يكون المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية الذي بدأت أعماله في روما أمس الأول حدًا فاصلًا وتتويجًا لكل المؤتمرات العالمية والإقليمية في هذا الشأن، مستفيدًا من تجارب الماضي في وضع رؤى وحلول مستدامة وذات جدوى قابلة للتنفيذ ضمن إطار مؤسسي وزمني يتفق عليه الجميع في الارتقاء بالأغذية على المستوى العالمي والوطني باعتبارها من أهم حقوق الإنسان وأساسيات الصحة الجيدة والرفاه الإنساني والسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي والتنمية المستدامة خاصة في الدول النامية. جاء ذلك في كلمة لمعالي وزير الزراعة فهد بن عبدالرحمن بالغنيم رئيس وفد المملكة أمس في المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية المنعقد في روما خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر الجاري. وأكد معاليه أن المملكة قامت منذ عقود بتبني وتنفيذ إجراءات وسياسات تستهدف تعزيز البرامج الرامية للارتقاء بتوفير إمدادات الأغذية المطلوبة، وتحسين التغذية، وتنمية الزراعة والقطاعات الأخرى ذات العلاقة المتعلقة بتوفير مياه الشرب النقية والرعاية الصحية والصرف الصحي والتعليم والرعاية الاجتماعية مما أدى إلى الوصول إلى مستويات مرضية من التغذية الكافية والآمنة لمعظم السكان، وتوضح الإحصاءات المتوفرة أن نصيب الفرد في اليوم من السعرات الحرارية وصل إلى 3122 كالوري، ومن البروتين 87 جرامًا، ومن الدهون 96 جرامًا. وأضاف الدكتور بالغنيم أن "المملكة تولي أهمية قصوى للتنمية الزراعية المستدامة وتطويرها وتحديثها بكفاءة وبصورة مستدامة في ظل المحافظة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية خاصة المياه وبالتركيز على المحاصيل الزراعية ذات الميزة الغذائية والنسبية في استعمالات المياه، وتكّمل العجز في السلع الغذائية عن طريق الاستيراد". وبين أن الدولة تعمل مع القطاع الخاص على تكوين مخزون استراتيجي للسلع الغذائية، بالإضافة إلى وضع وتنفيذ برامج وخطط لتوفير الغذاء لذوي الدخل المتدني والشرائح الضعيفة في المدن والريف، بالإضافة إلى مراجعة السياسات والبرامج المتعلقة بالإنتاج والتجارة والاستهلاك للغذاء باستمرار. وأشار معاليه إلى أن التطورات الأخيرة شملت توسيع وتطوير شبكات الأمان للأسر المنخفضة الدخل شاملة زيادة التمويل النقدي للأسر المحتاجة وتوسيع برامج التغذية المدرسية ومراجعة الرسوم ذات العلاقة بتكلفة الغذاء المفروضة على النقل والموانئ. وقال : "كما تشمل خطط وبرامج المملكة للأمن الغذائي وتوفير الغذاء السليم الاستثمار الزراعي الخارجي الذي أتى استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أيده الله التي بنيت على مبدأ المنفعة المتبادلة التي تساعد على توفير إمدادات الغذاء للمملكة وفي نفس الوقت تطوير وتحديث الزراعة وتوفير الغذاء في الدول المستثمر فيها خاصة المجتمعات المحلية.