تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في ال 16 من شهر أكتوبر من كل عام, في الاحتفاء بيوم الأغذية العالمي, الذي يصادف غداً, ويقام تحت شعار ("الزراعة الأسرية" إشباع العالم ورعاية الكوكب) . وأوضح معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم, أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تهدف من احتفائها, إلى تسليط الأضواء على دور الزراعة الأسرية والمزارع الصغيرة في القضاء على الجوع والفقر, وتوفير الأمن الغذائي, وتحسين سبل المعيشة، وإدارة الموارد الطبيعية، وحماية البيئة، إلى جانب تحقيق التنمية المستدامة خاصة في المناطق الريفية . وأبان أن الجمعيات التعاونية تلعب دوراً رئيسياً في الزراعة الأسرية والزراعة الريفية (صغيرة النطاق)، كما تسهم في الأمن الغذائي واستئصال الجوع, لذا فإن الزراعة المرتكزة على الأسرة يمكن أن تساعد المزارعين في تحقيق إمكانياتهم من خلال إقامة التعاونيات التي تتيح لهم تحسين وصولهم إلى الأسواق والتمويل، وتحسين الكفاءة لديهم كما يمكن أن تساعدهم على الابتكار . وأكد معاليه أن الدولة أيدها الله قامت بتقديم العديد من وسائل الدعم للجمعيات التعاونية بمختلف مجالاتها ومنها الزراعة الأسرية, والزراعة الريفية، إدراكاً منها بأهمية هذه الجمعيات ودورها الحيوي في دعم مسيرة الأنشطة الزراعية المختلفة، حيث ساهمت الدولة في تقديم خطوط إنتاج متقدمة للجمعيات التعاونية الزراعية التي تعني بالزراعة الأسرية وتنمية المرأة الريفية, ومن ذلك ما قدمته الوزارة لبعض الجمعيات مثل خطوط إنتاج وتعبئة التمور، كما قامت بتدريب المرأة الريفية على الصناعات والأعمال المنزلية التي تساعد على تحسين دخلها ومستوى معيشتها . وأفاد الدكتور بالغنيم أن المملكة وهي تحتفي بهذه المناسبة تعي أهمية الاستثمار في القطاع الزراعي كونه أحدى الآليات المناسبة لتحقيق أهداف التنمية الزراعية المستدامة, وللمساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال الوصول إلى مستويات مرتفعة من الاكتفاء الذاتي, إضافة إلى إنتاج السلع الزراعية والغذائية التي تتمتع المملكة بميز نسبية في إنتاجها مع المحافظة على الموارد المائية، كما تنبع أهميته أيضا من كونه يؤدي إلى إيجاد روابط مع الأنشطة الأخرى المرتبطة بالإنتاج الزراعي, مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات في القطاع الزراعي تزايد بصورة مستمرة خلال خطط التنمية المتعاقبة ليبلغ أكثر من 25 مليار ريال خلال خطة التنمية التاسعة . ولفت معالي وزير الزراعة إلى أن الوزارة لم تغفل المحافظة على مواردها المائية واستخدامها الاستخدام الأمثل في سبيل تحقيق الأمن الغذائي، حيث تقوم الوزارة بإتباع إستراتيجية تنويع الإنتاج الزراعي والتركيز على المحاصيل ذات الاحتياجات المائية المنخفضة وذات الميزة النسبية لكل منطقة, وتم الاستفادة من نظم الري الحديثة مثل نظم الري بالرش والري بالتنقيط في زراعة العديد من المحاصيل الزراعية, وذلك لما تتميز به هذه النظم من كفاءة عالية, حيث تسهم في التقليل من كميات المياه المستخدمة في الري, كما تمثل عنصراً هاماً في الترشيد في استعمالات المياه للأغراض الزراعية. وقال : إن المملكة العربية السعودية وهي تقوم بتحقيق أمنها الغذائي بجهودها الذاتية لم تغفل دورها الإنساني بأهمية التضامن مع الآسرة الدولية, ومدت يدها تجاه من يعانون من الفقر والحرمان في كثير من دول العالم، حيث وفرت موارد مالية كبيرة لمشروعات وبرامج التنمية المتخصصة لمساعدة الدول النامية. وأضاف معاليه: أما في مجال توفير الغذاء ومكافحة سوء التغذية فقد درجت المملكة على الإسهام في برنامج الغذاء العالمي منذ إنشائه في عام 1963 م, حيث بلغ إجمالي مساهمتها فيه حتى عام 2014م, أكثر من مليار دولار للمحتاجين في شتى بقاع العالم وفي السنوات الأخيرة قدمت المملكة هذه المعونات على هيئة معونات عينية من التمور التي تمتاز المملكة بإنتاجها, حيث تم تخصيص 4000 طن من التمور توزع ضمن برنامج الأغذية العالمي.