ان النطق حكمة ، والكلام حكمة ، والسكوت حكمة ، وتعلم يا ابني متى ينبغي لك ان تسكت ، ومتى ينبغي لك ان تنطق ، وكم من انسان تكلم كلمة فندم عليها اشد الندم وكم من كلمة دمرت اسرة وكم من كلمة دمرت علاقة، وكم من كلمة نفرت عنك الناس وكم من كلمة كسرت الخاطر مثل تبجيل انسان او تصغير انسان او استضعاف انسان وكم من كلمة بالمقابل طيبة صادقة تسعد بها انسان او تنتشل انسان، وكم من كلمة صادقة عفوية خيرها ينمو مثل الجبل وفعلها يؤثر اثرا طيبا على مدى السنين. قال تعالى في محكم كتابه الكريم : (الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرارا يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ابراهيم 24 - 27. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان العبد يتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في جهنهم سبعين خريفا، وان العبد يتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها في الجنة). وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : اتمنى ان يكون لي رقبة كرقبة الجمل حتى ازن الكلمة قبل ان تخرج. وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : المرء مخبوء تحت لسانه. وقال حكيم : الكلام كالدواء ان اقللت منه نفع، وان اكثرت منه صدع. وقال حكيم آخر : الكلام اللين يلين القلوب التي هي اقسى من الصخور، والكلام الخشن يخشن القلوب التي هي انهم من الحرير.. وقال الشاعر: احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب وقال شاعر آخر: واحفظ لسانك واحتفظ به حتى يكون كأنه مسجون فيا سادة يا كرام قل خيرا او اصمت ولا تكسر الخواطر ولا تحمر الوجوه ولا تصفر ولا تحتقر اي انسان وكان صلى الله عليه وسلم لا يواجه الناس بما يكرهون. اللهم الهمنا الصواب في القول والعمل وابعد عنا آفات اللسان ونتذكر دائما قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم (وقولوا للناس حسناً) البقرة 183 .. وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آهله وصحبه اجمعين. ص. ب - 198 للتواصل - مكة المكرمة