انتقل الى رحمة الله تعالى امس الأديب الكبير عبدالله بن عثمان القصبي ، والد كل من معالي الدكتور ماجد المستشار بديوان سمو ولي العهد والأستاذة منى والأستاذة مي . وسيصلى عليه اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر بمكة المكرمة، واتسمت حياة الراحل الكبير بشواهد مسيرة عطرة في الثقافة والأدب أمطرها بحروفه المتوهجة وعاصر الكثير من التحولات ، بين الزبير وبغداد فالقاهرة فالرياض ثم جدة كانت بعض مراحل رحلة حياة عبد الله القصبي يرحمه الله، وهي رحلة حافلة بالتحديات التي يتميز بها الرواد. رحلة قلم ليست مجرد مقالات كتبها عبد الله القصبي وضمها كتاب يقارب (600) صفحة، لكنها معاناة لم تنقطع لرجل كانت تشغله أحداث وحوادث محلية وإقليمية ودولية فراح هو وقلمه يتعاونان وربما يختلفان على التصدي لها والتعليق عليها. أما الرحلة الشاملة فكان السفر هنا وهناك لطلب العلم، والتنقل لمزاولة العمل ، ما بين قطاع عام وقطاع خاص. كثير من أصحاب الأقلام ينجحون في ترويض أقلامهم لتكتب كلاما مقنعا في الغالب، إلا قلم عبد الله، الذي ظل متوهجا متقدا تكاد تقرأ فيه لوعة صاحبه وحرقة مشاعره، لأنهما يتحاوران الكاتب والقلم هذه السيرة تستحق أن يقرأها طلاب الإعلام في الجامعات والصحفيون الراغبون في أن تكون الصحافة ميدانا للحوار والبناء ، ولأولئك الذين يرون أن في الحياة متسعا للعمل في شتى المجالات والكتابة في مختلف الأبواب، طالما أن الأمانة والشفافية حاضرتان. نسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وان يلهم أهله وذويه الصبر وحسن الاجر. والعزاء بمنزل الفقيد شارع التحلية خلف بنك سامبا "السعودي الامريكي" بجدة. أو هاتف (0505453738) "إنا لله وإنا غليه راجعون".