رجل الأعمال الشيخ سعيد غدران له الكثير من الأيادي البيضاء ليس فقط في نطاق المنطقة الشرقية ، ولكن في ربوع الوطن ، فهو مثال للمواطن الذي يؤمن بأن رجل الأعمال الحقيقي يجب أن يتحلى بالمسئولية الاجتماعية تجاه الوطن الذي عاش فيه وكان صاحب الفضل عليه ، فها هو يبذل بسخاء على مشاريع الخير أينما كانت ، من إسكان خيري إلي جمعيات رعاية المرضي ، حتى الشباب والرياضة لم ينس تقديم الدعم لهم . واعتقد ان الزمن ان عاد إلى الوراء لاختار الشيخ سعيد غدران نفس المجال وسلك نفس الطريق التي سلكها وأختارها من قبل وليبدأ - مثلما بدأ صغيرا - طريق التجارة ففيها لذة الكسب الحلال وإثبات الوجود وتحسين الواقع والقفز فوق الاحباطات. منذ نعومة أظفاره باع الشيخ سعيد غدران واشترى.. كسب وخسر، وجالس كبار التجار ورأى وسمع وتعلم واختزن تجارب كثيرة وخبرات متنوعة. توفى والده وهو لازال دون العاشرة ووجد نفسه مسئولا عن العائلة وان عليه أن يودع مرحلة الطفولة مبكراً ويدخل إلى عالم الرجال، ليعمل ويكسب وينفق على عائلته ويشق طريقه في الحياة. ومن الطائفومكة قرر الصبي الصغير أن يرحل حاملا معه آمالا كبارا، وطموحات لا تنتهي وإصرارا على التفوق، واثبات الوجود، ورغبة عارمة في العمل، وتحقيق الذات في مكةالمكرمة. بدأ حياته العملية في بيع الأجهزة الكهربائية ثم عمل موظفا في وزارة المالية وتدرج في وظائفها ليصل إلى وظيفة مراقب الحسابات . وفي لحظة اتخذ قرار جريء يترك الوظيفة الحكومية وسافر إلى المنطقة الشرقية يحركه حب التجارة وإحساسه الداخلي بأنها طريقه إلى النجاح وأنها ستكون مركز ثقل تجاريا وستشهد انتعاشا كبيرا لا تخطئه العين . بدأ الشيخ سعيد غدران تجارته بالمواد الغذائية، فهي تجارة إستراتيجية يتعامل معها الجميع ولا يستغنى عنها احد ثم انطلق منها ليطرق مجالات متعددة وليدلي بدلوه في ميادين شتى من بينها الزراعة والتجارة والصناعة والتقنيات الحديثة. وساهم في عدد كبير من المشروعات الأساسية المهمة، التي شهدتها المنطقة مثل مصانع الاسمنت والكهرباء والغاز وانشأ مدارس التدريب المهني، التي ساهمت مع ارامكو السعودية في تخريج آلاف الفنيين من الشباب السعودي.. كما كانت له إسهاماته. في النقل البحري والنقل الجماعي وبناء المستودعات والبنوك والتجهيزات البتروكيماوية مع ارامكو السعودية وتأسيس الشركات والفندقة وغيرها من المشروعات . أصبح الشيخ سعيد غدران الغامدي من أكبر رجال الأعمال في المنطقة الشرقية خاصة وفي المملكة عامة وأقترن أسمه بالاقتصاد فأصبح لا يكاد يذكر إلا ويذكر الشيخ . ويرى الشيخ سعيد غدران أن الثروة البشرية تظل دائما هي الثروة الابقى والاستثمار الاهم.. كما ان الثروة البشرية هي محور التنمية وهدفها، وهي مفتاح التطور وركيزة النهضة، واهتمام الدولة بتأهيلها هو الذي ساعدها على الإسهام بفعالية في سباق التطور الحضاري الذي تخوضه بلادنا على مختلف المسارات. ويؤكد الشيخ سعيد غدران على قيمة العمل، فهو يعمل من اجل العمل نفسه ومن اجل رضا الله والنفس وعلى الإنسان أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، وان مالا يدرك كله لا يترك كله. وعليه أن يتعلم من الفشل ويكتسب من التجارب غير الناجحة قدرة متجددة على الصمود ومواصلة الرحلة والقفز فوق الاحباطات. إنه وجه خير من وجوه الوطن .. وجب أن نرفع له العقال على ما قدمه .. إنه رجل لهذا الزمان الذي يندر بوجود أمثاله .. بقلم: خالد السقا صحفي وإعلامي