عين البولندي دونالد توسك، البالغ من العمر 57 عاما، على رأس المجلس الأوروبي. ويعد توسك أول رئيس للمجلس من أوروبا الشرقية. ويعاب عليه أنه لا يتقن الحديث باللغتين الفرنسية والإنكليزية. وقال توس، الذي وصفه رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته رومبوي، ب"رجل دولة أوروبا"، إنه "جاء من بلد يؤمن بعمق بما تعنيه أوروبا". سيتولى البولندي رونالد توسك (57 عاما) رئاسة المجلس الأوروبي ابتداء من مطلع كانون الأول/ديسمبر. وقال بالمناسبة "جئت من بلد يؤمن بعمق بما تعنيه أوروبا". وأضاف أن "الوضع حول أوروبا تغير بشكل كبير ونحن بحاجة إلى أشخاص محنكين". ودونالد توسك، المعروف بواقعيته، أعلن تأييده فرض عقوبات فعالة على موسكو، بعد العمليات الروسية في أوكرانيا. ويعارض في المقابل المبادرات التي اتخذتها بلدان بصفة فردية، وينادي باعتماد تحرك "مسؤول" مشترك، في إطار الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتوسك بارع أيضا في اعتماد التشدد حيال محاوريه ولاسيما الأوروبيون منهم، ودعا في الكثير إلى تقوية المؤسسات الأوروبية. وشكل عدم إتقانه للغتين الفرنسية والإنكليزية في أول الأمر عائقا في وصوله إلى هذا المنصب. لكنه وعد بتحسين لغته الإنكليزية. وقال "سأكون جاهزا مئة في المئة في كانون الأول/ديسمبر". وقال رئيس المجلس المنتهية ولايته، فان رومبوي بشأنه، إن دونالد توسك "شارك في اتخاذ قرارات صعبة في السنوات والأشهر الأخيرة تتعلق باليورو وكذلك بالأزمات الدولية مثل أوكرانيا". وأضاف "باختصار إنه رجل دولة لأوروبا". وتوسك الذي جاء من حركة تضامن التي أسقطت النظام الشيوعي في بولندا في 1989 ودرس التاريخ، يوصف بأنه رجل تمكن من قيادة بلده بنجاح خصوصا خلال الأزمة الاقتصادية حيث شغل منصب رئيس الحكومة. توسك الليبرالي منذ شبابه، عرف توسك بليبراليته الراسخة، وإيمانه بأن بولندا تحتاج إلى الحد من تدخل الدولة. لكنه عدل بعضا من وجهات نظره خلال الأزمة واقر بأن الوضع يرغم الدولة على التدخل أحيانا. وقد عارض توسك النظام عندما كانت بولندا لا تزال شيوعية، وأسس شركة للتصوير. وكانت تلك الخطوة نادرة وفريدة من نوعها في اقتصاد مؤمم. ومنذ سقوط النظام الشيوعي، أسس دونالد توسك مع أصدقاء من غدانسك أول حركة ليبرالية في بولندا. وفي 2001 كان واحدا من أبرز مؤسسي حزب المنصة المدنية الذي يرأسه. ويؤكد أنه يكن إعجابا بالرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر. وفي بولندا، كان من أنصار ليش فاليسا، رمز التصدي للشيوعية، الذي يدعمه الآن. ونجل فاليسا، ياروسلاف فاليسا، نائب في حزب المنصة المدنية.وقد خطف دونالد توسك السلطة في 2007 من الشقيقين التوأمين المحافظين كازينسكي، فأصبح رئيسا للوزراء نتيجة الانتخابات التشريعية المبكرة. وكان أول رئيس حكومة منذ سقوط الشيوعية في 1989 يمدد له في منصبه لولاية ثانية قبل ثلاث سنوات. متمسك بالجذور ويهوى كرة القدم يتمسك توسك بجذوره الكاشوبية، وهي أقلية سلافية من منطقة غدانسك، التي كانت موضوع نزاع فترة طويلة بين بولندا وألمانيا. ويحب رئيس المجلس الأوروبي الجديد، المتزوج من المؤرخة مالغورزاتا، كرة القدم التي يمارسها بانتظام بصفته هاويا، وقد رزق بابنة تدير موقعا حول الأزياء وابن متخصص في العلاقات العامة. وتعد المرة الأولى التي سيشغل فيها شخصية سياسية من أوروبا الشرقية أحد المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي بعد 25 عاما على تفكك الكتلة الشيوعية وبعد عشر سنوات على انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي. ومهمة رئيس المجلس الأوروبي تتمثل في تنسيق العمل بين رؤساء الدول والحكومات وتمثيل الاتحاد الأوروبي في الخارج إلى جانب رئيس المفوضية.