فارسوفيا - أ ف ب - ادلى الناخبون في بولندا بأصواتهم امس، في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تجرى إثر مصرع الرئيس ليخ كاجينسكي في حادث طائرة. وتشهد هذه الانتخابات منافسة حادة بين المرشحين الليبرالي برونسلاف كوموروفسكي (58 سنة) والمحافظ ياروسلاف كاتشينسكي (61 سنة) الشقيق التؤام للرئيس الراحل. وتنظم هذه الانتخابات التي جرت الدورة الاولى منها في 20 حزيران (يونيو) الماضي بعد مصرع كاجينسكي في العاشر من نيسان (ابريل) الماضي لدى تحطم طائرته في سمولنسك الروسية. وقتل في هذا الحادث 96 شخصاً بينهم زوجة الرئيس ومسؤولون سياسيون وعسكريون كبار. وبموجب الدستور اصبح كوموروفسكي رئيساً بالنيابة، بصفته رئيساً للبرلمان. وفي الدورة الاولى، حصل كوموروفسكي الحليف لرئيس الوزراء الليبرالي دونالد تاسك على 41.54 في المئة من الاصوات في مقابل 36.46 لكاجينسكي زعيم المعارضة المحافظة. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع في البلاد 26 الفاً و500، في حين يبلغ عدد الناخبين حوالى 31 مليوناً من اصل عدد السكان البالغ اكثر من 38 مليون نسمة. وفتح 263 مركزاً للاقتراع في الخارج وخصوصاً في الدول التي تضم جاليات بولندية كبيرة وكذلك في بلدان مثل مصر حيث يمضي بولنديون عطلهم الصيفية. وشهدت بولندا في ايار (مايو) وحزيران(يونيو) الماضيين، اسوأ فيضانات منذ عقود ادت الى مقتل 24 شخصاً ونزوح آلاف من منازلهم. وتوقعت آخر الاستطلاعات حصول مرشح الحزب الليبرالي للبرنامج المدني على ما بين 47.6 في المئة و51 في المئة من الاصوات في حين قد يحصل كاجينسكي على ما بين 44 في المئة و45.2 في المئة من الاصوات. لكن احد معاهد الاستطلاع توقع حصول كاجينسكي على 49 في المئة من الاصوات في مقابل 47 في المئة لكوموروفسكي، آخذا في الاعتبار عدد المترددين. وكان ليخ كاجينسكي فاز على الليبرالي دونالد تاسك الذي يشغل منصب رئيس الحكومة في الاقتراع الذي جرى في 2005. وكثف المرشحان خلال الحملة التي اتسمت بالهدوء محاولات التقرب من ناخبي اليسار الذين حصل مرشحهم غزيغورز نابيرالسكي على اكثر من 13 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى. وذهب ياروسلاف كاجينسكي المعروف بشدة عدائه للعهد الشيوعي، الى حد التنويه ب «وطنية» زعيم الحزب الشيوعي البولندي خلال السبعينات ادوارد غيريك. وتناول النقاش في حملة الجولة الثانية القضايا الاجتماعية والصحة العامة واجراءات سحب القوات البولندية من افغانستان الذي وعد برونسلاف كومروفسكي به قبل نهاية 2012. ودعا زعيم المعارضة المحافظة ورئيس الحزب القومي «القانون والعدالة» المناهض لاوروبا ياروسلاف كاجينسكي (61 سنة) الى «التضامن» لتسوية المشاكل الاجتماعية وقال: «اننا مع بولندا متضامنة تخفف من الفوارق». ودعا كومروفسكي (58 سنة) المؤيد للاتحاد الاوروبي البولنديين الى «اختيار بولندا القرن الحادي والعشرين وليس تلك التي تدير ظهرها للمستقبل وتظل تركز على التاريخ». كما دعا الى الوحدة تحت شعار «التفاهم البناء» مشيراً ضمناً الى ان انتخابه سيضع حداً للتعايش الصعب بين المعارضة المحافظة وحكومة دونالد تاسك الليبرالية.