اختتم نادي المنطقة الشرقية الأدبي مؤخراً فعاليات ملتقى "مواهب واعدة" الذي أقيم على مدى أربعة أيام متتالية وجمع من خلاله جيل الشباب مع الأجيال السابقة من الأدباء وذلك بهدف اكتساب وتبادل الخبرات.وأوضحت المشرفة والمدير العام للملتقى اشتياق السيف بأن فكرة الملتقى تقوم على اكتشاف واحتواء المواهب والطاقات الشبابية من الجنسين في مجال الأدب، عبر العديد من البرامج ومنها الاستضافات والمحاضرات الأدبية وأخرى عن المواطنة والتفكير الإيجابي وصناعة القيادة والنجاح، إضافة إلى عرض العديد من المواهب الشابة. وشارك في فعاليات اليوم الأول المحاضرة عزيزة العبدالله التي قدمت محاضرة بعنوان "الموهوب وتحديات المجتمع" مؤكدة حاجة الموهوب لدعم المجتمع ومساندة الأسرة، كما كان لمستشار التنمية البشرية في الامارة ابراهيم الشيخ ورقة عن التفكير الإيجابي عرض فيه لبعض المواهب الأدبية، تلى ذلك مشاركة نثرية للموهوبة سارة المرهون تضمنت بعض خواطرها وقصصها القصيرة، تلتها الموهوبة نور حيدر فريد. وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى أمسية شعرية للشاعر محمد الجلواح وأخرى للشاعرة كفاح المطر، ومحاضرة بعنوان "النجاح وصناعة القيادة" للكاتبة صديقة المهدي، وكان للموهوبات في النثر والشعر وقفات أساسية ضمن البرنامج لعرضها على الجمهور الذي استوقفته تجاربهم، وكان من بين هذه التجارب موهبة الشاعرة الشابة وجود الغانم التي قرأت قصيدتين كانت الأولى بعنوان "قلبي تمرّد فيه الشوق فانصدعا" والثانية بعنوان "لغتي هواك"، وحازت القصيدتان على اعجاب وتشجيع الحضور. وكان من ضمن المواهب المشاركة سهيلة الشواف الحائزة على لقب "سيدة جمال الأخلاق" التي شاركت بتقديم بعض خواطرها وكتاباتها. ودعت كفاح المطر المشرفة على برنامج المواهب الأدباء إلى الحضور للتعرف على المواهب الجديدة التي ستشكل مستقبل المشهد الأدبي والثقافي مبينة أنه من مسؤولية أدباء اليوم رفد أدباء الغد. أما صديقة المبارك إحدى المشرفات فقد تقدمت بالشكر الجزيل لإدارة النادي مثمنة دوره ومبادرته بقبول الاستضافة وتقديمه الدعم لبرامج الملتقى ما يعني وعي إدارة النادي بأهمية دعم المواهب وتنميتها. وكان للكاتبة صديقة آل ابراهيم محاضرة بعنوان "الشاعر دورٌ ورسالة" ركزت فيه على مكانة القيمة والرسالة في الشعر منذ العصر الجاهلي حيث كان للشاعر مكانة عالية في الترتيب الاجتماعي وكان لمحافظته على قيم المجتمع دور في هذه المكانة، وهي المكانة التي حافظ عليها الشاعر في العصر الإسلامي حيث امتزج الشعر بالإيمان وإن مرّ الشعر بعصور من الضعف عزته المحاضرة إلى ضعف "الرسالة" التي يحملها الشاعر حيث ابتلي بالاسترزاق بالمديح، وضربت آل ابراهيم بعض الأمثلة عن المحافظة على الرسالة رغم تنوع المدارس الأدبية كالشاعر بدر شاكر السياب الذي ظل وفيا لمبادئه العربية والإسلامية رغم أنه قائد لتيار التحديث الشعري على مستوى الوطن العربي. كما شارك الكاتب جعفر الشايب في اللقاء بمحاضرة بعنوان "حوار حول المواطنة" تناول فيها ما تمر به هذه المرحلة الحرجة من تقلبات في الساحة العربية أكد فيها على ضرورة بلورة مفهوم المواطنة نظريا وتعزيزها على ارض الواقع، منوها إلى ان المواطنة هي علاقة مقننة وواضحة افقيا بين المواطنين من افراد وجماعات وعموديا بينهم وبين الحكومة او النظام السياسي، تستند على مجموعة قيم وثوابت تخص كل مجتمع. واوضح الشايب اشكال من تمظهرات المواطنة على مختلف الاصعدة كالمساواة والوحدة والمشاركة والفاعلية وتحمل المسؤولية تجاه الوطن والمجتمع. وانهى الشايب حديثه بطرح مجموعة من التصورات العملية التي تساهم في تعزيز المواطنة كبرامج التواصل واللقاءات المشتركة، وطرح القضايا محل الاشكال ومناقشتها بموضوعية، وتفعيل وتوجيه برامج المؤسسات ذات العلاقة، وتعزيز ثقافة المواطنة وتعميمها. وأكد رئيس النادي خليل الفزيع رعاية النادي لكافة المواهب الشابه وتنميتها ورعايتها مرحبا بكل نشاط من شأنه الارتقاء بالأدب في المنطقة ، مشيرا إلى أن النادي قدم خلال الفترة الماضية من العام الحالي العديد من الفعالياته المتنوعة والأمسيات التم استضافت عدد من الأدباء والشعراء البارزين والتي لاقت استحسان الحضور.