في الوقت الذي تشتد فيه الحرب في غزة رجح دبلوماسيون أن تحاول الدول العربية تكثيف الضغوط الدبلوماسية على اسرائيل بشأن ترسانتها النووية المزعومة خلال الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وخلال تصويت العام الماضي رفضت مبادرة عربية تنتقد اسرائيل بالاسم. لكن دبلوماسيين غربيين عارضوا التحرك العربي قالوا ان صراع غزة الذي لم يحل ربما يؤثر على أي دول مترددة في المناقشات التي ستدور خلال الاجتماع الذي يعقد الشهر المقبل بمشاركة 160 دولة عضوا في المنظمة. وقال دبلوماسي مقره فيينا "يتعلق الامر كله بكسب أصوات المترددين. وسيكون التصويت على اسرائيل بوجه عام وليس عن القضية النووية الفعلية." وأضاف "أتوقع ان يدفع الصراع المستمر الكثير من (العرب وأي منتقد آخر لاسرائيل) لان يرغب في توجيه انتقاد في أي منتدى." وتواصل اسرائيل عدوانها على قطاع غزة طوال الاسابيع الستة الماضية. واستشهد أكثر من 2000 فلسطيني مقابل 67 قتيلاً في الجانب الاسرائيلي ودمر القصف الاسرائيلي مناطق واسعة من القطاع الصغير. وأي قرار عربي بشأن ما يوصف بأنه القدرات النووية الاسرائيلية لن يكون ملزما حتى لو حظي بموافقة المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد بين 22 و26 سبتمبر أيلول المقبل. ومع ذلك يبرز الحشد والضغط الذي يمارسه الجانبان الأهمية الرمزية لمثل هذه القرار وأيضا عمق الانقسامات بشأنه. واسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ما يجلب تنديدا مستمرا من الدول العربية وعلى الصعيد النووي اعترضت سفيرة اسرائيل لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الطلب الذي قدمته 18 دولة عربية بادراج موضوع القدرات النووية الاسرائيلية على جدول أعمال المؤتمر هذا العام. وفي اشارة واضحة الى ايران ودول أخرى قالت ميراف زافاري - أوديز في رسالة الى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو "انه من المهم تذكر ان معظم المخاطر الكبيرة التي تهدد نظام حظر الانتشار النووي... تنبع من دول الشرق الاوسط التي سعت أو مازالت تسعى للحصول على اسلحة نووية تحت ستار (معاهدة حظر الانتشار النووي)." وتنفي ايران الاتهامات بأنها تعمل على تطوير قدرات لصنع قنبلة نووية. وهي تتفاوض الان مع الدول الست الكبرى ومن بينها الولاياتالمتحدة لانهاء النزاع بشأن برنامجها النووي. وقالت الدول العربية في رسالتها الى أمانو ان اسرائيل "تمتلك قدرات نووية غير معلنة ولا تخضع للتفتيش الدولي وبالتالي تشكل خطرا دائما على السلام والامن في المنطقة وفي الشأن الإيراني قالت مصادر دبلوماسية إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحقق حتى الآن سوى تقدم محدود فيما يبدو في حمل إيران على الرد على اسئلة بشأن بحث يشتبه انه يتعلق بصنع قنابل نووية وذلك قبل ثلاثة أيام من انتهاء مهلة للتعاون. وبموجب اتفاق تم التوصل اليه بين الوكالة وإيران في نوفمبر تشرين الثاني في محاولة لإحياء تحقيق تعثر فترة طويلة وافقت طهران في مايو أيار على القيام بخمس خطوات محددة بحلول 25 أغسطس آب للمساعدة في تخفيف مخاوف دولية. وتشمل هذه الخطوات تقديم معلومات بشأن قضيتين - على سبيل المثال مزاعم بتجربة متفجرات - تمثل جزءا من التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما تصفه بأنه أبعاد عسكرية محتملة في البرنامج النووي الإيراني والذي تقول طهران إنه سلمي. وقالت مصار دبلوماسية إن إيران والوكالة ربما بدأتا مناقشة الموضوعين لكنها لا تعتقد أن طهران قدمت المعلومات أو التفسيرات المطلوبة حتى الآن. وقالت المصادر إنه ما زال يوجد وقت بالنسبة لإيران لتنفيذ الإجراءات مشيرة إلى انها في بعض الاحيان كانت تنتظر حتى اللحظة الأخيرة لتقديم تنازلات في الماضي. لكن الايقاع البطيء للتعاون يميل إلى تعزيز انطباعات الغرب بأن إيران عازفة عن اعطاء الوكالة المعلومات والسماح بدخول المواقع والاتصال بالاشخاص الذين يقولون ان هناك حاجة اليهم في التحقيق الذي تجريه. ولم يرد تعليق فوري من الوكالة أو إيران