برنامج "حافز" هو لإعانة ودعم الباحثين عن العمل وتعزيز فرصتهم في الحصول على وظيفة تضمن للمواطنين والمواطنات حياة كريمة ومساهمة في بناء هذا الوطن. إلا أن الكثير من المشاكل والعوائق تقف حجر عثرة في الحصول على فرصة التسجيل والوظيفة وما بعد الوظيفة. فالوظائف المعروضة جميعها تأتي في القطاع الخاص وليس هناك وظيفة تذكر في القطاع العام أي أن هذا الأمر لا يتماشى مع الأمر الملكي الذي هو ما نصه: "اعتماد صرف مخصص مالي قدره (ألفا ريال) شهريا للباحثين في القطاعين العام والخاص ..." وبسبب صعوبة التسجيل في هذا البرنامج وجدنا مواقع عن طريق شبكة الانترنت تروج لخدمات التسجيل والدخول الدوري أسبوعيا وحضور دورات تدريبية وإرسال الصور للدخول على الجوال عند كل تحديث "لضمان حقك"! أي أن أربع دورات أسبوعية وتحديث أسبوعي بمبلغ 100 ريال. وهو أشبه بمحاولة احتيال واستغلال مادي وربما أكثر من ذلك. الكل يعلم أن هناك فئة من المستفيدين والمستحقين يجهلوا كيفية الاستخدام والدخول إلى الشبكة العنكبوتية وهم غالبا من كبار السن والغير متعلمين وهو ما يصعب عملية التسجيل وحرمان من هذا البرنامج. أيضا هناك شروط تعجيزية للاستفادة من هذا البرنامج وهي عند التحديث يتطلب حضور دورات وحل لبعض الأسئلة عن طريق الموقع الذي هو بنفسه بحاجة لمتصفحات خاصة ك "فايرفوكس" و"كروم" وهو ما يجهله الكثير ويقع في مأزق لحل هذه المشكلة. وبالنسبة للنساء الذين لا يملكون بطاقة أحوال كيف تستمر عملية التسجيل التي تتطلب رقما لبطاقة الأحوال وتاريخ الانتهاء علما أن تاريخ الانتهاء ليس متوفر في بطاقة العائلة. نأتي لوظائف القطاع الخاص ووقت الدوام الذي لا يتناسب مع بعض المستفيدات الذين تركوها ورفضوها بذات الحجة. وذكروا أن أغلب تلك الوظائف المقدمة فيها اختلاط وهو ما يعيق المستفيدة من القبول وهن كما يقلن أنهن من مجتمع محافظ ولا يستطعن العمل بجانب الرجال أيضا أن بعض الوظائف المعروضة بها دوامين وهو ما لا تقدر عليه الموظفات السعوديات بالخروج من العمل ليلا أو حتى ما قبل منتصف الليل. الأمر الذي يجد عزوف من قبل السعوديات. أي أن معظم الوظائف في القطاع الخاص غير لائقة بالمرأة السعودية وأماكن الشركات تقع في أحياء غير آمنة وبعيدة عن منازل المستفيدات. فهناك معاناة تواجه بعض الموظفات في المصاعد وهن في مواجهة مع الشباب من قبل المستخدمين لهذا المصعد. وإحدى الشكاوي التي وصلتنا أن الرواتب لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال في الغالب وهذه الوظائف متوفرة حتى ما قبل برنامج حافز فما الفرق بين حافز وما قبل حافز؟. وتأخر الرواتب بالثلاثة أشهر فضلا عن الأعمال الإضافية الملقاة على عاتق الموظفة هذا غير التحامل وعدم التهاون عند الخطأ وتهديدا بالفصل. والطالب الجامعي يتفاجأ بوظيفة سكرتير أو حارس أمن أو حتى مغسل موتى كما ظهر ذلك في بعض مواقع التواصل الاجتماعية. أي أننا بحاجة لتقنين ومراجعة لأصناف وأنواع الوظائف المتاحة. وعبر بعض مستفيدي هذا البرنامج عن استياءهم من الفشل في إدارة برنامج حافز الذي يحتاج لإعادة تقييم من قبل وزارة العمل. أيضا ومن ضمن الشكاوى المقروءة أن وظائف حافز غير تعليمية وهي أنسب للرجال أكثر من كونها للنساء لأنها تأتي على شكل "كاشير" و"خدمة عملاء" و"حارس أمن" وبمصانع وشركات أهلية لا تعطي للسعودي قيمته وربما يمارس التطفيش وهو ما لا يراه المسؤول. ونوه البعض أن وظائف حافز هي "تمشية حال" إلى أن يتم التعيين وهو ما ينسف جهود الحكومة التي تريد للباحث وظيفة كريمة تساعده وتعينه في العيش إلا أن ما يحصل هو بعيد جدا عن الواقع والمأمول. إذن لماذا لا يكون هنالك قائمة بالوظائف المخصصة للنساء وقائمة بالوظائف المخصصة للرجال؟ حتى تظهر الصورة وتكون واضحة لدى المستفيد؟ وتشكل لجان مراقبة لتلك الشركات لمعرفة انضباطية اصحاب العمل. وفي خبر سابق لمدير صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم المعيقل الذي جاء فيه: أن عددا كبيرا من المسجلين في حافز رفضوا العمل برواتب تصل إلى 8 آلاف. وهذا لا يمت للحقيقة بصلة وغير صحيح إطلاقا. فالرواتب المعطاة لا تزيد عن 3 آلاف ريال. وفي خبر آخر لمدير الصندوق يقول: أن 70% من المسجلين في حافز لا يقوموا بالتحديث خاصة في الرياضوجدة والدمام عكس المحافظات والقرى. وهذا الأمر فيه صعوبة على من لا يملك جهاز أو "أمي" بالتقنية والكمبيوتر كما تقدم سلفا. خبرا ثالث حددت وزارة العمل بشكل رسمي الراتب الإجمالي لتوظيف النساء في محال التجزئة، مشرفة متجر، محاسبة مبيعات "كاشيرات" وخدمة عملاء بحيث لا يقل الراتب عن ثلاثة آلاف ريال وهو في الحقيقة لا يزيد عن ثلاثة آلاف. وكما هو معلوم هناك برنامجين "حافز البحث عن عمل" و "حافز صعوبة الحصول على عمل" حيث طالب المدير العام لصندوق الموارد البشرية ب"جدية البحث عن عمل" وهو ما لا يتوافق مع رسالة برنامج حافز ويشوش على المستفيد ويكون جل همه هو الاشتراك والتسجيل من أجل المال لا من أجل الوظيفة أو الهدف الذي أنشئ من أجله حافز. كشف أخيرا مدير الموارد البشرية "هدف" عن رصدهم لاختراقات أمنية عبر استغلال جهات مجهولة بيانات مسجلين في برنامج إعانة الباحثين عن عمل "حافز" موضحا أن تلك الجهات لا تهدف فقط إلى تحويل مبلغ الإعانة إلى حسابها، بل يتعدى ذلك إلى اختراق المعلومات الشخصية للمسجلين". وهذا ما أشرنا إليه في هذا التقرير أن هناك مواقع إلكترونية تقوم بالنيابة عن المستفيد الجاهل بالتقنية والكبير بالسن والذي ليس لديه جهاز كمبيوتر بالتحديث الأسبوعي وحل بعض الأسئلة وحضور الدورات وذلك بملغ رمزي قدره 100 ريال. -كما هو موضح في الصور- فكيف تحل هذه المعضلة. أخيرا هذه لمحات بسيطة وقراءة عن أبرز سلبيات ومشاكل هذا البرنامج الذي يحتاج إلى المزيد من المراجعة والتقييم من قبل وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية "هدف".