يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، بزيارة للمملكة ، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- . وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتكتسب مباحثات الزعيمين في مدينة جدة ، أهمية استثنائية لتعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية . وقال السفير عفيفى عبد الوهاب سفير مصر لدى المملكة أن الزيارة تستغرق يوما واحدا، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن السفير عفيفي قوله ، أن هذه الزيارة المهمة تأتي في وقت بالغ الدقة ، نظرا لما تشهده الساحة الإقليمية من تحديات كبيرة تستدعي من الجانبين المزيد من التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات ، كما تأتى الزيارة لتقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ، على مواقفه المشرفة والشجاعة والموقف التاريخى والمشرف للمملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو، والذى كان موقفا فاصلا وفارقا لما قبله ولما بعده وما تبعه من تغير مواقف العديد من الأطراف سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، وحاجة مصر آنذاك لهذا الدعم والمساندة. كما تهدف الزيارة إلى تطوير العلاقات الثنائية التاريخية الاستراتيجية بين البلدين. وتوقع السفير عفيفى عبد الوهاب أن يكون على رأس المحادثات بين الزعيمين ، ما تمر به الأمة العربية حاليا من تطوارت وتحديات تمس الأمن القومى العربى إجمالا، وتعزيز التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين باعتبارهما جناحا الأمة العربية، وبتعاضدهما وتكاتفهما وتعاونهما يستطعيان أن يعبرا بالامة العربية إلى بر الأمان. وأضاف أن القمة ستبحث عددا من الملفات حول القضايا المهمة على المستوي الإقليمي و الدولي فيما يتعلق بالمنطقة ، خاصة ما يحدث في ليبيا والعراق، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين مصر والمملكة في كافة القضايا، مؤكدا أن المملكة ومصر هما القطبان الأساسيان اللذان يقوم عليهما دائما العمل العربى المشترك، خاصة أمام ماتواجهه الأمة العربية حاليا، والتى تستدعى من البلدين المزيد من التضافر والتعاون والتشاور والتنسيق لمواجهة هذه التحديات والمخاطر. وهذا اللقاء الهام هو الثاني بين الزعيمين ، بعد الزيارة السريعة الهامة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله - لمصر في طريق عودته من المملكة المغربية لتهنئة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية ، وجرت جلسة المباحثات داخل الطائرة الملكية ، والتي تناولت أيضا التطورات الأخيرة في العراق وسوريا وليبيا، وأهمية التنسيق والعمل المشترك بين البلدين لمواجهة التحديات التي تسود المنطقة، كما تناولت العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ومصر ، حيث أكد معالي وزير الخارجية المصري سامح شكري أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر بعد فوز الرئيس السيسي ، حيث تأتي ترسيخا للعلاقات القوية بين البلدين الشقيقين ، مضيفا بأن الدعم الذي تقدمه المملكة لمصر على مدار التاريخ مقدر من كل المصريين. وقال إن هذا التعاون بين مصر والمملكة من شأنه أن يسهم في حل كثير من المشاكل. وأكد أن التعاون مفتوح، وليس له سقف بين البلدين، وهو شامل وفي كل المجالات، وكذلك إعداد البدائل للتعامل مع الأزمات والخطر الذي يتهدد بعض دول المنطقة ، مؤكدا أن كل القضايا الخطيرة والمؤثرة على الأمن القومي العربي في مقدمة اهتمام الزعيمين ، وحاضرة بقوة خلال المباحثات المكثفة مع المملكة العربية السعودية. وردا على سؤال حول تبادل زيارات بعد زيارة خادم الحرمين لمصر، أكد أن الزيارات والمشاورات بين المسؤولين في مصر والمملكة لم تنقطع، وأنها مكثفة، وعلى مدار الساعة، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا وتوافقا وتفاهما في الرؤية والمواقف والحلول المتوازنة التي تخدم المصالح العربية. وأضاف: «كما أن هذه القواسم المشتركة من شأنها تعزيز التعامل مع الملفات المهمة والحيوية. * اهتمام وأصداء واسعة أكد سياسيون ومحللون في مصر أهمية القمة السعودية المصرية في جدة ، في وضع لبنةً جديدة من لبنات العلاقة الاستراتيجية الراسخة التي تربط االبلدين الشقيقين ، امتداد للزيارة الهامة التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصر ، ولقائه في مطار القاهرة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقالوا بأنها دلالة قوية على عمقٍ في العلاقات المشتركة ، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ، خاصة ، والأوضاع في غزة وليبيا والعراق، وتنسيق المواقف تجاه الإرهاب الغادر المتنامي الذي يهدد الأمة والمنطقة العربية وشدد المراقبون على حرص القيادة في البلدين على أهمية التنسيق وتوحيد المواقف في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية وتدهور الأوضاع في عدد من الدول ، وتعزيز الموقف المشترك والتعاون في التصدي الاستراتيجي لخطر الإرهاب وجماعاته الضالة التي اختطفت الدين السمح ، وتسعى إلى تمزيق الدول وأواصر الأمة العربية، ومن ثم فإن قمة جدة تأتي تأكيدا لحرص الدولتين الكبيرتين على التصدي لما يحاك ضد الأمة ، ومؤامرات العبث بالأمن القومي العربي . وأشادوا في تصريحات خاصة بالمواقف المشرفة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، مؤكدين أنها تتوج السياسة السعودية الحكيمة والمواقف التاريخية دائما تجاه مصر خاصة والأمة عامة ، وحرصها على الاستقرار والتضامن في مواجهة المخاطر بكل حزم ، وهو ما يحظى باهتمام في دوائر صنع القرار والأصعدة السياسية والاعلامية في المنطقة والعالم ، مشيرين إلى البرقيات المعبرة والكلمات الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة المصرية الجديدة ، والدعم الكبير لانقاذ الاقتصاد المصري والتضامن القوي في مواجهة الارهاب ، حيث يجسد بيان خادم الحرمين الشريفين عقب ثورة 30 يونيو وقفة تاريخية، لقطع الطريق على كل القوى والمؤامرات التي تحاك ضد مصر، فضلاً عن الدور الرئيسي الذي تلعبه المملكة لدعم مصر من خلال مؤتمر المانحين الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين، وهو ما سينعكس إيجابيا على المزيد من سرعة استقرار مصر وانقاذ المنطقة من تلك الأخطار.