تناول الأديب والمؤرخ الإماراتي جمال بن حويرب، مسيرة أحد أهم الشخصيات البارزة التي تركت بصمات واضحة في تاريخ نشأة المملكة العربية السعودية. إنه المستشار حافظ وهبة، أحد الرجال الذين خدموا الدولة السعودية في بدايات تأسيسها. وسلط الأديب جمال بن حويرب الضوء على المحطات المضيئة في مشوار المستشار حافظ وهبة في حلقة خاصة من الموسم الخامس لبرنامج الرواي الذي يعرض على تلفزيون دبي. وتناولت الحلقة الدور الحيوي الذي لعبه المستشار ومساهمته الكبيرة في إثراء الحياة السياسية والتعليمية وترسيخ قواعدها في المملكة العربية السعودية في بدايات نشأتها في عهد المغفور له بإذن اللة، الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية. ويقول المؤرخ والأديب جمال بن حويرب: "إن تاريخ دولة المملكة العربية السعودية الشقيقة حافل بالرجال الذين رافقوا الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب اللة ثراه، وساهموا معه في وضع اللبنات الأساسية لبناء مقومات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولايمكن التطرق لهذا الجانب من التاريخ السعودي دون ذكر المستشار حافظ وهبة، أحد أبرز الشخصيات التي أثرت الحياة العامة في المملكة". ويُجسد برنامج "الراوي" وثيقة ومرجع تاريخي، يرصد ويسجل موروث القيم والأخلاق في منطقة الخليج والمتمثل في شخصيات بارزة سطرت تاريخا بحروف من ذهب رسخت في ذاكرة أوطانهم. برنامج "الرواي" يمثل جسر التواصل الذي يفتح للأجيال الشابة نافذة تاريخية تمكّنهم من التعرف على جهد أجدادهم الأوائل، وتضحياتهم التي أسست لكل مظاهر التنمية والنهضة التي يعيشونها اليوم وينعم بها أجيال أخرى قادمة. وُلد المستشار حافظ وهبة في مصر وانتقل إلى الرياض إثر دعوة تلقاها من الملك عبد العزيز، وكان المستشار حافظاً للعهد وأمانة المسؤولية التي ألقيت على عاتقه من الحكومة السعودية الوليدة، فأصبح مستشاراً سياسياً في ديوان الملك عبد العزيز، ثم سفيراً للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، كما شارك قي تصميم علم المملكة العربية السعودية. ساعد حافظ وهبة في تطوير النظام التعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبد العزيز، وحياة العظماء من أبناء القبائل في الجزيرة العربية. يعتمد برنامج الراوي مبدأ تحري الدقة والصدق في تقديم المعلومة والرواية التاريخية الموثقة للشخصية التي يجري تناولها، وذلك من خلال البحث والتنقيح والمقارنة بين الوثائق والروايات للوصول إلى المعلومة الصحيحة. ويعتبر الأديب والمؤرخ جمال بن حويرب، مقدم البرنامج، صاحب تجربة مهمة في توثيق الحركة الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، إلى جانب اضطلاعه بالعديد من المهام الثقافية واهتمامه بالشعر الشعبي والروايات المنقولة وكتب التراث العربي والإسلامي .