لا زلنا نغوص في دهاليز مخرجات التعليم ونتائج تلك الأزمة الحقيقية بين مدخلات الوطن ومخرجاته. نعم ليست مدخلات التعليم فقط بل مدخلات الوطن ككل.. لاحظنا في السنوات الماضية وجود مشكلة حقيقية بين مخرجات التخصصات الجامعية التي يدرس بها الطالب أو الطالبة عدداً من السنوات لا تقل عن أربع أو خمس سنوات في بعض التخصصات، ثم يتخرج الطالب أو الطالبة بشهادة جامعية مختوم عليها ضمنيا ( لا تطالبنا بالتوظيف) أو غير صالحة للوظيفة !!وكأنّ الهدف هو الحصول على المؤهل وليس الحصول على وظيفة!! فرأينا طوابير طويلة من الخريجين من أبنائنا وبناتنا يقفون في لهيب الصيف وزمهرير الشتاء أمام بوابة وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة يطالبون بحقهم المشروع وهو الحصول على وظيفة. ولسان حالهم يقول هذة شهادتي فأين وظيفتي؟!! لنرجع ونقول لماذا يا جامعاتنا تستمرون في تدريس تخصصات وأنتم تعلمون أنه لا يوجد وظائف لتلك التخصصات ؟!! ومن ناحية أخرى نتساءل لماذا تلك الوزارات لا تتواصل مع الجامعات لطرح التخصصات النادرة أو المطلوبة على أقل تقدير ؟!! فهذا التواصل أصبح الآن أمرا ضروريا وحتميا بين الجامعات وتلك الوزارات. ولكن هل تلك الجامعات لا ترى إلا مصلحتها ومصلحة أعضاء هيئة التدريس بها الذين لو أقُفلت تلك التخصصات لاحتارت الجامعة أين سيذهب أولئك الأساتذة؟ رافعين شعار نحن جهة تعليمية ندرّس فقط ولا علاقة لنا بالتوظيف .. أم أن تلك الوزارات لا يهمها أي تخصص يُدرّس بتلك الجامعات، فالأهم عندها أن توظف من تحتاجه وترفض الآلاف ممن لا تحتاجهم!! وهكذا تكبر وتتسع الهوة يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى .. ليتم تخطف أبنائنا من حولنا وبكل بساطة بدلاً من أن يكونوا سواعد بناء لهذا الوطن الغالي يصبحوا معاول هدم لأهلهم ومجتمعهم ووطنهم ..فهناك من يتربص بالوطن وأبنائه ..حمى الله وطننا وقيادتنا وأبناءنا من كل شر ..ودام عزك يا وطن. [email protected] @drsaeed1000 تويتر