في شهر الصوم، شهر الخير والرحمات تغمرنا السكينة من لهاث الدنيا، حيث تستشرف النفوس فضائل الشهر الكريم ملتمسين وراجين الرحمات من الرحمن الرحيم رب العرش العظيم. وفي هذه الأيام المباركة أتذكر قيمة وقامة، اسما وسمتا ، إنه الأمير الجليل عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة ، ورحم كل أمواتنا وأموات المسلمين. نتذكر معا قبل سنوات معدودة الأمير الجليل حينما كان أميرا لمنطقة مكةالمكرمة ، وهو يرعى مناسبات مسابقات تحفيظ القرآن الكريم ومشاريع خيرية واجتماعية ومواقف تفيض بالإنسانية ، ومن ذلك حفل دعم الوقف الخيري لجمعية الأطفال المعوقين في المنطقة. نعم نتذكر الكثير من الانجازات وصالح الأعمال للمجتمع ، والذكرى من باب الوفاء والتقدير المقرون بالدعاء، فلطالما رعى الحفل السنوي لجمعية البر بجدة وكلمته المفعمة بمشاعر الأبوة في حفل الجمعية ، والحث على أعمال البر والخير والتبرع والتطوع بالجهد والمال والعون لتعظيم روح التكافل وترابط المجتمع .. كيف لا وعبد المجيد بن عبد العزيز ، الأمير الإنسان ، دائمًا ما تقدم الصفوف قدوة في البذل والتوجيه وبث روح التكافل، وكذا سمو الأمير المحبوب فيصل بن عبد المجيد، الذي طالما رعى أيضا مثل هذه المناسبات. وهل ننسى الأمير عبد المجيد في أكثر من مناسبة خيرية وبجانبه حفيداه الأميران عبد العزيز وتركي أبناء الأمير فيصل بن عبد المجيد ، وهما يشبان على التشبع بروح العمل الخيري والبذل والتراحم ، من المعين الإنساني الصافي للأمير عبد المجيد والخير العظيم في نفسه - رحمه الله - تجاه المجتمع والفئات العزيزة منه على وجه الخصوص من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والأرامل والفقراء، فقضاء الحاجات هي سمة هذا الوطن وولاة أمره وشعبه الوفي. فمن هذا الاشعاع الانساني ليس من المصادفة أن يمتد ضياء هذه الروح الإنسانية إلى سمو الأمير فيصل بن عبد المجيد ، وإلى حفيديه الأميرين عبد العزيز وتركي أبناء الأمير فيصل بن عبد المجيد حفظهم الله ، وإنما هي شيم وسجايا أصيلة من السلف الطيب الصالح إلى الخلف الطيب الصالح ، بروح ناصعة بالمحبة والخير والاخلاص لله ثم الوطن. وتبقى إنسانية الأمير عبد المجيد شعاعا مضيئا مثلما كانت حكمته وحنكته في القيادة الإدارية نموذجا رائعا، فترك رحمه الله بصمات راسخة من الإنجاز على الأرض وعميقة في النفوس خلال توليه إمارة المنطقة وكل منطقة تولاها، ومن فضل الله عليه -رحمه الله - توليه إمارتي المدينةالمنورة ، ثم مكةالمكرمة على التوالي ، فجمع بين الحسنيين بهذا الشرف في خدمة المقدسات وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار. فمآثره في كل مجال وذكراه باقية في قلوب وعقول أبناء هذا الوطن عامة ، وفي وجدان وأفئدة من بذل لهم الخير في السر والعلن، كما كان مميزا في اهتمامه بالعلم وبالشباب والتنمية المتوازنة من المشاريع والإنجازات في انحاء المنطقة.وكما قال المتنبي: اذا كانت النفوس كبارا ... تعبت لمرادها الأجسام وحتى نقف على مكامن الخير والحنكة نتمعن اضاءات عميقة متنوعة من كلمات الراحل الكريم الأمير عبد المجيد: * الحصول على التقوى أمر مهم يقتضي الخوف من الله سبحانه وتعالى واتباع شرعه الحكيم والتأسي بالنبي الكريم ومن يتقى الله سيجد آثار التقوى واضحة بينة يشعر بها من خلال الطمأنينة والرضا. * المجتمع السعودي المسلم فيه قيم الرأفة والرحمة والمودة وتنتشر بين أفراده قيم التسامح والتكافل والبذل والعطاء وإقالة العثرات ونجدة المحتاج وإجابة المضطر ورحمة الضعيف. * الإبداعات لا يمكن نقلها كما يتم نقل التكنولوجيا بل لابد من تنميتها ومتابعتها في التربية المحلية من خلال نظم التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة ومن خلال المؤسسات التربوية والتعليمية. * لابد من الاخلاص في العمل واصلاح الخطأ والعمل بلا كلل وان ننظر إلى الغد مشرقاً ممتناً بالأمل. إنه غيض من فيض انجازات كثيرة من أهمها أيضا والمجال لا يتسع للحديث والخواطر عن هذه القامة الكبيرة وبصماتها المضيئة وعطائها الإنساني كنهر متدفق كل مجال واتجاه ، وشفاعات الخير وعتق الرقاب والإسكان الخيري ، وغير ذلك كثير ، جعله الله في موازين حسناته، وما هذه الكلمات الموجزة إلا خواطر مشبعة بمشاعر المحبة والوفاء لأمير الحب والعطاء. رحم الله الأمير عبد المجيد رحمة واسعة وجعل كل ما قدم في موازين أعماله، ونسأله سبحانه أن يتم على الجميع نعمائه بإتمام صيام الشهر الكريم ، والفوز بمغفرة ورضوانا ، حفظ الله قيادتنا الرشيدة وولاة أمورنا وأدام على وطننا نعمة الأمن والرخاء ، وكل عام والجميع بخير. خالد السقا [email protected]