قال الابن لوالدته يا امي اسمحي لي سوف اسافر مع اصدقائي في هذه العطلة وارجو ان تعدي لي ملابسي قالت الام والى اين السفر إن شاء الله يا ولدي ، قال الى احدى البلدان السياحية ، قالت ومن هم رفاقك قال فلان وفلان وفلان هم اصدقاء الدراسة في الجامعة قالت له والدته ولكن ماذا تعملون في هذا السفر وماذا تستفيدون؟ قال الابن نشاهد البلاد الاخرى، ونضيع الوقت في النزهة، ونذهب الى البحر، ونسهر في الليل في المقاهي والحفلات، والمطاعم والمولات، ونأكل ونضحك ونرفه عن انفسنا، ونشتري ما لذ وطاب. قالت الام ولكن يا ولدي انا اريد لك الشيء المفيد اريدك من الذين يحبهم الله ويحبونه قال وكيف اكون كذلك يا امي قالت له ان تخشى الله لانك تراه وان تطيع الله وتتبع سنة رسوله، وان تنفذ اوامر الرسول وتبتعد عن ما نهاك عنه، وان تخاف الله في السر والعلن ، وتلتزم بالصلاة في اوقاتها، وقراءة القرآن، وتحب مناجاة الله في الليل بالتهجد، وتطلب السعادة في الدارين وان تشغل لسانك بذكر الله، وان تجعل همك هما واحدا محبة الله ورسوله وان يراك الله دائما بعيدا عن المعاصي ولا تكذب ولا تسرق ولا تزني ولا تغتاب ولا تنافق وان تكون صابرا على المكاره، وان تكون حنونا على الفقراء والمساكين ولا تضيع اوقاتك في الغفلات وحريصا على حسن الخاتمة وان تختار الاصدقاء الذين يخشون الله سبحانه وتعالى وان لا تضيع اوقاتك فيما لا يفيدك هذا ما اردته لك يا ولدي وسوف تكون بإذن الله سعيدا غنيا تقيا ويبارك الله لك في كل شيء. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم "قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" آل عمران 31. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اذا احب الله العبد نادى جبريل ان الله يحب فلانا فا احببه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض". لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع وقال شاعراً آخر: يا حبيب القلوب انت الحبيب انت انسي وانت مني قريب يا طبيبا بذكره يتداوى كل ذي سقم فنعم الطبيب فيا سادة يا كرام ربوا ابناءكم على محبة الله تعالى ورسوله الكريم ليكون لهم خير معين في دينهم ودنياهم وآخرتهم ونذكرهم بقول الله تعالى "الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" يونس 62 - وصلى على نبينا وقدوتنا رسول الله صلى تالله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين. بقلم : محمد سراج بوقس للتواصل - ص. ب - 198 - مكة المكرمة