كما قيل: ليس العجب ممن يُحب الله عزوجل، ولكن العجب ممن يُحبه الله سبحانه وتعالى… لذا تأتي أهمية ومكانة محبة الله تبارك وتعالى وأيضا محبة العبد لربه عز وجل والعمل وفق ما يأمر به الله سبحانه ورسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والانتهاء عما نهى عنه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم… لهذا يجب وجوبا كليا السعي للعمل على معرفة أسباب محبة العبد لربه عزوجل ومحبة الله تعالى لعبده..!!! والعمل بمقتضى ذلك كله وفق شرع الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. وإن من أسباب محبة الله للعبد… قال ابن القيم رحمه الله: أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه. الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة. الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب، والعمل والحال. فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر. الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى. الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة. السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته. السابع: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى. الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار. التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم… يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا نادى يا جبريل إني أحب فلانا، فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، يا أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) سبحان الله، أترون الحب؟ أترون إعلان الله عن هذا الحب؟ أما كان يكفي أن الله -تبارك وتعالى- يحبه؟ لا، بل يعلَن هذا الحب في أرجاء السماوات، فهذا جبريل وهؤلاء أهل السماء من أنبياء وملائكة أصبحوا يحبونك، وبعد ذلك يحبك أهل الأرض أيضا، وبعد هذا يستشعر القلب هذا الحب وبالتالي يحب الله الذي يمنحنا كل هذا الحب. وفقنا الله تعالى وهدانا إلى سبيل نيل محبته عزوجل حق المحبة.