كم كان الهلال محظوظاً ليلة السبت الماضي عندما نجا من هزيمة كبيرة بالرغم من تقدمه بهدف السبق على ضيفه فيتا كلوب الكنغولي.. بدأت المباراة وطوال الشوط الاول لم نر الهلال الذي نعرفه , ارتباك وعدم تنظيم ولعب بدون تكتيك . في الشوط الثاني كان للكنغوليين رأي , فتسارعت وتيرة لعبهم ومارسوا ضغطا رهيبا على الهلال حتى الدقيقة ال 67 فهبت عاصفة هوائية رملية شديدة الاندفاع لتجبر الحكم على إيقاف اللعب فكان ذلك بردا وسلاما على الهلال .. العواصف كوارث ولكن .. ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).. صدق الله العظيم. وفي تقديري نجح الجمهور بامتياز بحضوره الأنيق المميز وتشجيعه الداوي ومؤازرته للاعبين .. وبعد أن انجلت العاصفة الرملية وتم إسعاف المصابين خرج الجمهور من الملعب بسرعة مفسحاً المجال للحكم ليقرر في أمر المباراة , فكان ذلك تصرفا حضاريا يحسب للموج الأزرق. إن وجدنا عذرا للاعبين الذين لم يشاركوا منذ فترة , فلا عذر للاعبين أصحاب الخبرة ولا مبرر للارتباك الذي بدا عليهم .. لم يكتسب لاعبونا ثقافة الاحتراف بعد ولذلك ما زال سقف طموحهم ينتهي عند اللعب للهلال أو المريخ .. وفي اللقاءات الإفريقية الحاسمة ينكشف المستور وتبين ضحالة التفكير وعدم القدرة على المجاراة وحسن التصرف. المسئولية بالكامل يتحملها الجهاز الفني.. لقد ارتكبوا خطأ يعتبر جريمة في حق الهلال يجب أن يحاسبوا عليها. لقد فشل المدير الفني للهلال البرازيلي باولو كامبوس في إدارة المباراة بالصورة المطلوبة ووضع تشكيلا غير مناسب .. وهذه هي المرة الثانية حيث كانت الاولى أمام الزمالك المصري ليخسر أربع نقاط كانت في متناول اليد. يجب أن نكون واقعيين وألا نضحك على أنفسنا ونبيعها الوهم .. فالهلال خرج من المنافسة .. وعلينا أن نتذكر أنه تبقت لنا ثلاث جولات اثنان منها في الكونغو .. وقد رأينا بأنفسنا أفضلية فيتا علينا - في أرضنا ووسط جمهورنا - وكذلك ما زيمبي رغم انتصارنا عليه بهدف , وسيكون لقاؤنا معهم في أرضهم ووسط جمهورهم .. فكيف سيكون حالنا هناك؟. على لاعبينا أن يجتهدوا فإن لم يستطيعوا الصعود لدور الأربعة فليكن الخروج بنتائج مشرفة على الأقل . حبنا الشديد للهلال دافعنا لنقول ما نراه حقا ولا نخشى في ذلك لومة لائم ولا نجامل أحداً.