يَادَارَ عَبْلةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي هذا البيت في عُرف بعض الشعراء هو خدش لرجولة عنترة بن شداد والأمر لايقتصر على (عنترة) وحسب بل على معظم شعراء المعلقات سبعاً كانت ام عشراً ، بينما لو نازل اصحاب هذا العُرف (الوأدي) عنترة لفلق هاماتهم الى شطرين . نلحظ بعضاً من الشعراء لديه (تحفّظ) من ذكر اسماء النساء في كتاباته مهما كانت منزلتها لذلك نلحظ قلّة ذكر اسمائهن والاستعاضة بلفظ (يابنت)، او سلك المخرج الأدبي الشهير ومخاطبتها بصيغة المذكر ، أما هذا المصطلح (يابنت) فهو يأتي من سياق وتسلسل القصيدة تعبيرا عن الملاطفة أو بقصد تورية الاسم الحقيقي لهذه (البنت) ، ونحن هنا نقصد اصحاب السياق الثاني ، الذين يتذّرعون ب (العيب) وانه انتقاص في حق محبوباتهم ورجولتهم وظناً انه من غير اللائق ان يُعرف اسمها ، بينما الضابط الشرعي كما نعلم لايحرّم او يُجرّم ذلك فهل اصبح مصدر التشريع العرفي المنسوب بهتاناً الى العرب في هذه المسألة يعلو على مصدر التشريع الحقيقي وهو الاسلام !؟.. انا هنا لا اقصد ذكر الاسم على سبيل المباهاة والتشهير ولكن اذا استدعى السياق ذلك نجد الشاعر يتحاشى السياق ويفرض (فتوّته) على مقتضى الطبيعه البلاغية ، فالإسلام عندما ظهر أيّد بعض الصفات العربية الحميدة ونبذ واستهجن الخبيثة منها ولم يكن اسم المرأة ضمن ذلك بل كان وأدها هو المستهجن ، علماً بأن اصحاب تلك الحقبة مع ماكانت تعني لهم المرأة لم يكونوا (يستعّرون ) من اسمها ، فكانت اما ان تُوأد بجسدها واسمها او تُترك لقيد الحياة مع اسمها ( ياطخه يا أكسر مخه). وأصحاب النظرية (اسم المرأة عورة) يجب ان يعلمو ان القرآن الكريم لم يدعو الى مثل ذلك وان الرسول صلى الله عليه وسلم أنشد بين يديه كعب بن زهير في المسجد: بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ فمن أين اختلق اصحاب النظرية الجاهلية ذلك !؟. لا نعلم المرجعية لهذه الظاهرة ان كان الحب المثالي في الشعر هو حب عفيف وطاهر كما يدّعي أصحابه أم هو كما قال صفوةُ الخلق عليه الصلاة والسلام (الإثم ماحاك في نفسك وكرهت ان يطّلع عليه الناس ) وإني من خلال وتد (سأتعنتر) وأرسل تحيّتي العُذرية لها حيثُ أقول: قطفت من السما نجمة وصارت لليالي نور انا كنت ارسم النجمة (منى) في صفحة كتابي اتوه بخطوتي يمك وفي صدري ملامح دُورْ تصحيّها حنين الذكريات مع اول احبابي