أطلق مكتب التربية والتعليم بقرطبة يوم الخميس الماضي مشروعا تربويا جديدا حمل عنوان: (استراتيجيات التعامل مع طلاب المرحلة الابتدائية وفق خصائص النمو) وبدأ أولى حلقاته في مدرسة طليب بن عمرو الابتدائية وسيعمم على جميع مدارس المكتب العام القادم .وافتتح سهم بن ضاوي الدعجاني مدير مكتب التربية والتعليم بقرطبة المشروع بحضور عدد من المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين وأولياء أمور الطلاب، وبمشاركة عدد من المرشدين الطلابيين المتميزين في المكتب. وقال عبدالرحمن بن حمود السبيل رئيس شعبة التوجيه والإرشاد في المكتب أن المشروع يهدف إلى توعية أولياء الأمور والمعلمين بطرق التعامل مع الطلاب في سن الطفولة والطرق الملائمة لتعديل السلوك لدى الطفل في سني عمره المبكرة والمتقدمة، وفق ما نصت عليه النظريات الحديثة.وأضاف السبيل أن ما حدث من الطلاب الأسبوع الماضي كان سلوكا خاطئا عبر فيه الطلاب عن فرحتهم ولكن بطريقة خاطئة من خلال تمزيق كتبهم بطريقة محزنة، ما استوجب الوقوف على هذه الحالة لمعالجتها، فالكتاب أولا وأخيرا هو مصدر العلم، والعلم لا يرمى ولا يهان بل يكرم ويحافظ عليه. وأوضح عبدالله اليوسفي مدير مدرسة طليب بن عمرو الابتدائية أن ما حصل من الطلاب الأسبوع الماضي ظاهرة فردية تحصل في أي مدرسة داخل البلاد وخارجها، ورغم أنها كانت خارج أسوار المدرسة إلا أنها تستوجب الوقوف عندها والعلاج منا كتربويين، فنحن في النهاية أصحاب رسالة ولسنا أصحاب وظيفة، وعلينا دور مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي في توعية الطلاب وحثهم على أهمية المحافظة على الكتاب وعلى أهمية حفظ العلم. وقال إن الكتاب وعلى مدار التاريخ هو المحافظ على العلم من الضياع، والدولة لم تدخر جهدا في طباعة الكتب الدراسية وإيصالها إلى أيدي الطلاب كريمة نظيفة ما يستوجب معها المحافظة عليها واحترامها.وعرج اليوسفي بالقول إن مدارس حي النظيم هي مدارس متميزة، وتربويوها من أمهر وأجود التربويين والدليل حصولها وللسنة الرابعة على التوالي على معظم جوائز التميز "جدارة قرطبة" بنسخها الأربعة، وهذا يدل دلالة واضحة على تميز الطاقم التعليمي والتربوي لهذه المدارس، وما نحتاج إليه هو العمل وفق خطة تشغيلية وبرامج مخططة لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلاب ومعالجة ما لديهم من سلبيات، ولا شك أن مشروع "استراتيجيات التعامل مع طلاب المرحلة الابتدائية" هو أحد هذه البرامج المرجوة. وأكد خالد الرشيدي أحد أعضاء فريق المشروع، أن التعزيز التفاضلي للسلوك الآخر هو تعزيز الفرد عن انخفاض معدل حدوث سلوكه غير المرغوب فيه، وهذا يتطلب استخدام عدد من الطرق العلاجية ومنها: العقاب بنوعية الإيجابي والسلبي، تشكيل العادات، الاقتصاد الرمزي، السحب التدريجي، ضبط المثير، التسلسل، التعميم، الإطفاء، التغذية الراجعة، الكف المتبادل، وغيرها من الطرق العلاجية. واحتوى الحفل عددا من الفقرات المتنوعة، وشارك الطلاب الذين مزقوا كتبهم الأسبوع الماضي في التنظيم والمشاركة في الفقرات بشكل إيجابي، وحملوا لافتات تحمل أهمية المحافظة على الكتاب واحترامه، كما احتوى الحفل على كلمة لأولياء الأمور عبروا فيها عن استيائهم عما حدث من أبنائهم، مؤكدين أن ما حصل لا تتحمله المدرسة وحدها بل إن الشق الأكبر يقع على عاتقهم هم كأولياء أمور محملا الوسائل الإعلامية مسؤولية كبيرة من الحرص عند نقل مثل هذه الأخبار خاصة أن ما حصل يستوجب العلاج وليس التضخيم والتهويل. وفي نهاية الحفل تم تكريم الطلاب الذين حافظوا على كتبهم طوال العام الدراسي حيث استلموا جوائزهم ومن فوقها كتبهم التي رفعوها عاليا ابتهاجا ونشوة، كما وقع جميع الحاضرين في لوحة كبيرة وضعها القائمون على الحفل وكتبوا عبارات في الحفاظ على الكتاب وحفظه.