رجل يخرج من الصباح يعقب معاملات الناس، ويذهب الى البنك ليبيع ويشتري في الاسهم ثم يعود لعمله الاصلي، ويذهب مسرعا بعد صلاة العصر الى حراج السيارات، ويحاول اقتناص احد المارة من يرغب في بيع سيارته ثم يعود الى منزله منهكاً جداً يتعشى ويرمى نفسه على السرير لينام، ويذهب في الصباح الباكر الى حلقة الخضار قبل موعد الدوام في عمله، ويحاول شراء بيعة من الخضار ليعيد بيعها مرة اخرى، وهكذا يستمر في الجري والجري في محاولة لزيادة الكسب من المال ليرفع رصيده في البنك، وتمر الايام والشهور والسنين وصاحبنا مازال يجري ويجري ويجري ويحاول، والحال كما هو لم يتغير، ويقول لماذا فلان من الناس عنده فلوس اكثر مني وهو لا يتعب مثلي، ولماذا فلان ولماذا علان عندهم المال الكثير، ونسي ان الارزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وان الله تعالى وزع الارزاق بين الناس وجعل الناس طبقات اغنياء وفقراء سبحانه وتعالى جل جلاله. قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ان الله بالغ امره، قد جعل الله لكل شيء قدرا) الطلاق 2، 3. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو ان ابن ادم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لادركه رزقه كما يدركه الموت). وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: استنزل الرزق بالصدقة. وقال الشاعر: عجبت للدنيا ورغبة اهلها والرزق فيما بينهم مقسوم وقال شاعر آخر: وما الرزق الا قسمة بين اهله فلا يعدم الارزاق مثر ومعدم وقال حكيم: يهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يلقيه له في العش. وقال العرب: لن تنال اكثر مما كتبه الله لك من الرزق ولو حرصت فيا سادة يا كرام علموا ابناءكم ان الارزاق موزعة بين البشر كل يأخذ رزقه كما كتبه الله سبحانه وتعالى له، ولا داعي للجري واللهث وراء هم الدنيا على حساب طاعة الله والعبادة والاعمال الصالحة لان هذا هو الاستثمار الحقيقي، ونذكرهم بقول الله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) الذاريات 23. وصلى الله على نبينا وقدوتنا منحمد وعلى آله وصحبه اجمعين. للتواصل: ص. ب 198 - مكة المكرمة