تصوير خالد الرشيد يعد حي المصفاة أو ما يطلق عليه (الكرنتينة) من أحياء جنوبجدة التي تعتبر بؤرة مخيفة تهدد بانتشار أخطر الأمراض المعدية التي أبرزها حمى الضنك إضافة إلى ما تسفر عنه النفايات المبعثرة في الشوارع والأزقة الضيقة من روائح كريهة مع تزايد أعداد الوافدين الذين يشكل الأفارقة الغالبية العظمى منهم وقد طاب لهم المقام تحت جسر ميناء جدة الإسلامي. وتمثل، الكرنتينة أنموذجا حيا لنقل الأوبئة والعدوى لبقية أحياء جدة، كما تمثل مرتعاً خصباً لعصابات السرقة والسطو الليلي وخطف حقائب السيدات والجوالات من المارة. أسئلة محيرة في أذهان العديد من ساكني هذا الحي من المواطنين والمقيمين عما يحدث في داخل حيهم وعن دور الأمانة تجاه تكدس النفايات وغياب الجولات للجهات الأخرى ذات العلاقة. (البلاد) قامت بجولة في جنوبجدة تحديدا الكرنتينة ورصدت معاناة المواطنين والمقيمين وهاهي التفاصيل: بدأت جولتنا بحي المصفاة أو ما يطلق عليه (الكرنتينة) هذا الحي الذي يعج بالوافدين الذين أغلبهم من ذوي السحنات الأفريقية، في داخله كل ما لا يخطر على البال حيث يفترش معظم الباعة الأرض يبيعون كل شيء المأكولات الشعبية والملابس المستعملة والبهارات الأفريقية وغيرها.. وعندما ينتصف الليل تهدأ الحركة ويتسرب الكثيرون في أزقة الحي والبعض يتجه إلى الأحياء المجاورة. الأمراض من حولنا: سألنا أحد الساكنين وهو علي حكمي صاحب متجر صغير عن الوضع الذي في الحي، فقال:"الوضع لا يحتمل خاصة فيما يتعلق بالصحة وكما تشاهدون أكوام النفايات التي ظلت متكدسة مع ماتبعها من روائح كريهة واعتقد أن المسؤولين لديهم علم بما يحدث خاصة مركز الوقاية الصحية. والأمراض تتربص بنا من كل ناحية. إضافة إلى تزايد أعداد المتخلفين والمخالفين، وقد ناشدنا الجهات المعنية لتدارك الموقف قبل أن تقع كارثة بيئية لا تحمد عقباها ولكن لا حياة لمن تنادي، كما أن حوادث النشل بين المتسوقين أصبحت ظاهرة مألوفة، لذا نناشد المسؤولين بالالتفات لهذا الحي الذي لو لم يتدارك وضعه فسوف تنتقل آثاره السالبة إلى الأحياء الأخرى المجاورة". عمالة ملفتة للنظر: التقينا المواطن سعد القرني الذي قال:" أصعب ما نعانيه في هذا الحي تواجد العمالة بشكل لافت خاصة في الفترة المسائية حيث يظل هؤلاء حتى فترة متأخرة من الليل بعدها يغادرون قبيل الفجر إلى جهات غير معلومة، مضيفاً أن أكثر ما يقلقهم هو مضايقاتهم للسيدات والفتيات داخل الحي وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه، لذا نطالب بتواجد الدوريات الأمنية لكبح جماح هؤلاء والقبض عليهم". تكدس القمامة: بينما قال سعد عسيري:"إحدى المشكلات التي نعاني منها دائماً هي تواجد الزواحف والحشرات التي تملأ الأماكن والتي يساعدها في التوالد والانتشار تكدس القمامة أمام المنازل رغم ما تبذله البلدية من جهد في هذا الصدد إلا ان القصور يقع على السكان أنفسهم الذين لا يضعون القمامة في الحاويات الأمر الذي يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الناموس والذباب. كما أن بعض المنازل التي لا زالت مهجورة قد تجد فيها العمالة الوافدة والمخالفة من ضعاف النفوس ملاذاً لممارسة الأعمال المنافية، وهو ما نأمل أن تتصدى له الدوريات الأمنية بمساعدة السكان عبر التبليغ عن كل ما يثير الريبة والشك". وأشار يوسف الشمراني من سكان حي الكرنتينة إلى أن انتشار البيوت المهجورة في الحي مكن هذه العمالة من الاختفاء فيها، وذلك حينما يشعرون بتواجد حملات أمنية خاصة في (شارع الغسالين) الذي اشتهر بتوافد العمالة الصومالية والتشادية للاستفادة من جني أرباح طائلة لكثرة عدد السيارات المتواجدة في ذلك الشارع تحديدا بعد صلاة المغرب. وطالب بأن تكون هناك حملات مكثفة لشوارع الكرنتينة الذي اشتهر فيها من قبل الأفريقيات المخالفات لنظام الإقامة بيع القورو وحدوث سلوكيات عدة كوجود المتسولين بعاهات مخيفة يسكنون داخل البيوت القديمة والمتهالكة لافتا أن لديهم من يقوم بمتابعتهم وتحريكهم للعمل في أحياء جدة ثم الاختباء في حي الكرنتينة. وفي نفس السياق اكد الاستاذ محمد الكناني إلى ان حي الكرنتينة منذو سنوات طوال لم يتغير فيه شيء وما زال يعاني من توافد العمالة المخالفة الذين يمارسون غسل السيارات بمقابل مادي ويتمركزون في شارع الغسالين ويمارسون بيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ويقدمون اطعمه تدار وسط ظروف بيئية سيئة للغاية. وطالب الكناني بتسريع الحملات على هذا الحي الذي اصبح ملاذاً لكل مخالف مشيرا أن الأمانة هي الأخرى تقع عليها مسؤولية المساهمة في رفع أكوام النفايات التي اغلقت الشوارع.