أكثر من عشرين عاماً مضت على رحيل الكاتب والإعلامي ورجل الأمن الأستاذ عبدالمجيد علي شبكشي (رحمه الله) الا أن هذه المسافة الزمنية لم تنس الساحة الثقافية والاعلامية والاجتماعية الادوار المهمة التي اداها طيلة حياته والاسهامات التي دأب على انجازها والنجاحات التي هيأ لها الله له الحصول عليها. عن سيرة هذا العلم والقامة الوطنية الكبيرة صدر مؤخرا اصدار قيم بعنوان (عبدالمجيد شبكشي رجل الأمن والصحافة والأدب) اعده حبيبنا الكاتب والقاص الاستاذ محمد المنقري في جهد توثيقي كبير حمل وفاء ابناء الراحل سعادة السفير فوزي عبدالمجيد شبكشي ومعالي السفير اسامة عبدالمجيد شبكشي, حفظهما الله، وقد كتبا تقديماً مؤثراً لهذا الاصدار تحت عنوان (يرحمك الله ابا فوزي) وجاء فيه: (إن عمر الانسان لا يقاس بعدد السنين التي عاشها بل بطول ذكراه بعد غيابه، وانت يا ابانا وبعد عشرين عاما من غيابك لازالت ذكراك ماثلة وحاضرة عند كل من عرفك وسمع عنك وعمل معك وقرأ لك". واضافا:" لقد ربيتنا فاحسنت التربية وعلمتنا من دروس الحياة فأجدت التعليم، كنت لنا الاب الحنون والصديق الصدوق والمستشار الحصيف.. ربيتنا على مخافة الله وكنت تردد علينا: "ان لم تكونوا ترون الله فان الله يراكم" اجعلوا ذلك في عقولكم وفي ضمائركم وفي كل تصرفاتكم، كنت تؤمن بأن الارتقاء في سماء العبادة يتطلب حسن الظن بالله والرجاء في رحمته، كما يتطلب الخوف من عذابه مصداقا لقوله تعالى: "يرجون برحمته ويخافون عذابه". ونبقى قليلاً مع مشاعر السفير فوزي والسفير اسامة برا بوالدهما (رحمه الله) عرفانا بفضله بعد فضل الله تعالى عليهما، وها هي كلماتهما تضيف احساسا صادقا عن مدرسة والدهما: (لقد كنت تحمل طاقة من التسامح والود لا يعرفها الا المؤمن الحق، وترتفع فوق الغضب وتعلو على الصغار وسفاسف الامور.. كنت وفياً لاصدقائك ومعارفك تصل الرحم وتزور المريض وتسأل عن الغريب والبعيد، ولقد تميزت بأدب النفس وأدب الدرس. إن هذا الاصدار من كتب السير المحترمة، يبحر في سيرة الشخصية الريادية والرمز الاجتماعي والادبي الاستاذ عبدالمجيد شبكشي والذي ظلت ذكراه - رحمه الله - باقية في اذهان كثيرين من ابناء جيله وتلامذته او الذين اطلعوا على ادبه وعطائه الصحفي، فلقد كانت حياته حافلة في مجالات الامن والادب والصحافة، وهي مراحل خصبة للعطاء يرصدها هذا الكتاب القيم ويتتبع مساراتها، ولذلك وكما تقول مقدمته فان هذا الاصدار ليس رصدا لذكريات مرسلة واحاديث شخصية لمن عاصروه واحبوه، بل اصدار توثيقي تحري الدقة في الاعداد والمصادر بمنهج توثيقي. لقد عاش الاستاذ عبدالمجيد شبكشي حياته ملتزما بالايمان بالله، ومحبا للناس ساعياً لخدمة من حوله وتربطه بالوسط الاجتماعي والثقافي والامني علاقة نقاء متنامية مع الزمن، فجعله ذلك محبوبا من الجميع محاطا باجلالهم وتكريمهم الدائم له على كافة الصعد، وحين غيبه الموت رثاه اعيان المجتمع ورجالات الفكر والثقافة والاعلام، تعد خصاله النبيلة وتلهج بالدعاء الصادق له نظير مواقفه النادرة، وفي هذا يوثق الكتاب هذه المشاعر التي سطرها احباؤه من الامراء ورجال الاعمال والادباء والبسطاء بمشاعر الصدق التي يوثقها الكتاب. والراحل الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله كانت حياته غنية بالمبادرات والرؤية لاساليب التجديد والتطوير الصحفي لروح الفريق في صحيفة "البلاد" في سنوات رئاسته لتحريرها والتي تعد مرحلة خصبة ومهمة في تاريخها ومواكبتها لمرحلة مهمة في التنمية الحديثة للمملكة، وانا اعتز بكوني شاهدا على هذه المرحلة الخصبة من تاريخ هذه الصحيفة العريقة، ومما يذكر للراحل العزيز الاستاذ عبدالمجيد شبكشي اسهاماته المهمة بقلمه وجهده في التنمية والتوعية والتثقيف، مثلما كانت حياته الامنية حافلة بالمسؤولية المخلصة. انها حقاً تجربة ثرية تميز بها الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله، ولهذا احبه الكثير ممن عملوا معه وممن سمعوا عنه ومن قرأ له وقد استمتعت حقاً بتصفح هذا الاصدار القيم، مع هذه المشاعر التي سجلها احباؤه. رحم الله استاذنا عبدالمجيد شبكشي، وجزى الله خيرا السفير فوزي والسفير الدكتور اسامة شبكشي على برهما وحبهما ووفائهما لوالدهما، ولهم جميعا في القلب مكانة كبيرة، وتحية لحبيبنا الخلوق الاديب الاستاذ محمد المنقري على هذا الجهد التوثيقي عن حياة علم من اعلام الوطن حتى تظل الاجيال على جوانب من سيرته العطرة.