جاءتني الفرصة خلال مشواري الصحفي لكي اسافر الى الجزائر وفرحت بهذه الزيارة جداً لان للجزائر في قلبي تقديرا كبيرا فهي "بلد المليون شهيد" وهي بلد الفدائية "جميلة بوحريد" التي قدمت عنها الفنانة "ماجدة الصباحي" فيلماً خالداً وهي دولة صاحبة الصوت الجميل "وردة الجزائرية" فرحب بالزيارة والتي كانت بصحبة البنك الاسلامي للتنمية حيث تعقد دورات مجلس وزراء الدول الاعضاء في البنك بصفة دورية في احدى دول مجموعة البنك الاسلامي للتنمية وكانت الدورة هذه المرة في "الجزائر" ودعيت كصحفي لتغطية اللقاء مع اثنين من الصحفيين - كنا ثلاثة صحفيين من المملكة العربية السعودية في هذا اللقاء. واستضافتنا الجزائر في افخم فنادقها فندق "الشيراتون" في العاصمة الجزائرية وكان يرافقنا في هذا اللقاء معالي الدكتور احمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية ومعالي الدكتور ابراهيم العساف وزير المالية والشيخ صالح كامل رئيس مجموعة البنوك الاسلامية ومعالي الاستاذ حمد السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودية السابق والشيخ عبدالله المصلح. وعدد كبير من العلماء والباحثين وموظفي مجموعة البنك الاسلامي للتنمية وصلنا الى الجزائر وبعد حفاوة الاستقبال وفرحتنا بالوصول الى هذا البلد الافريفي العظيم فوجئنا - بالقيود الصارمة - الخروج من الفندق (عند الضرورة القصوى) لا يمكن الخروج من الفندق بدون مرافق من الامن الجزائري حيث فوجئت انا وزملائي الاثنين الصحفيين انه تم تخصيص (ضابط واثنين من ضباط الصف) الجزائري لمرافقة الوفد الصحفي ليل نهار ومدار اليوم في المساء .. الفريق الامني الجزائري لا يغادرنا أبداً طوال تواجدنا في الجزائر الذي استمر حوالي اسبوع وذلك لعدة اسباب ان الجزائر في هذه الايام كثير فيها (عمليات الخطف) للافراد القادمين من الدول الخليجية وان هناك مواجهة بين الحكومة الجزائرية وبعض الفصائل الارهابية التي كانت ترتكتب عمليات ضد الحكومة الجزائرية وبعض الفصائل الارهابية التي كانت ترتكب عمليات ضد الحكومة الجزائرية وضيوفها ونحن كنا ضيوفاً على الحكومة الجزائرية في هذا الملتقى الذي يحدث سنويا وبالتالي شعرنا ان حركتنا في الجزائر (مُقيدة). والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رسمياً أو "الجزائر" هو اكبر بلد أفريقي وعربي من حيث المساحة والعاشر عالمياً وتقع الجزائر في شمال غرب القارة الافريقية وتطل شمالا على البحر الابيض المتوسط وتحدها من الشرق تونس وليبيا ومن الجنوب مالي والنيجر ومن الغرب المغرب والجمهورية العربية الصحراوية "موريتانيا". في هذه الفترة قامت الحكومة بحملات تشجير ضخمة تحت عنوان "السد الأخضر" وكان من اهم المشكلات التي تواجهها العوامل الخطرة على البيئة وزحف رمال الصحراء على الهضاب العليا او على الشمال الزراعي للبلاد او كا يسمى بظاهرة التصحر .. وتركيبة السكان الاصلية تشير الى ان سكان الجزائر هم الامازيغ والطوارق وهم السكان الاصليون للجزائر ويبلغ سكان الجزائر في الوقت الحاضر حوالي (40) مليون نسمة واللغة العربية هي اللغة الرسمية في الجزائر ومع ذلك وجدنا في الجزائر عددا كبيرا من المرافقين لنا يتحدثون "اللغة الفرنسية" واذا تحدثوا بالعربية فهي لغة عربية ركيكة واحيانا لا يفهمون اللغة العربية وتتخذ الحكومة الجزائرية الآن الى ادخال التدريس باللغة العربية في مدارسها منذ الصف الاول الابتدائي للعمل على نشر اللغة العربية. بقيت كلمة اخيرة اسجلها عن رحلتي في الجزائر فقد اقام رئيس الوزراء الجزائري حفل عشاء كبير لنا في احد قصور الجزائر التاريخية وقدموا لنا الطعام الرئيسي (وهو من اللحم والارز والمكسرات) ولكنها وضعت في صواني كبيرة وهم يأكلون وهم "وقوف" وليسوا جالسين ..انها رحلة لا يمكن ان تنسى.