السادس والعشرون من جمادى الآخرة يوم مشهود في تاريخ مملكتنا الحبيبة هذا اليوم الذي بايع فيه الشعب السعودي الوفي قائد مسيرته عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. هذا اليوم الذي شهد بداية النهضة العصرية الحديثة لمملكتنا الغالية بتوجيهات وأوامر مليكها المفدى صاحب القلب الكبير وأب الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز وبعد مرور تسع سنوات على البيعة لنتذكر ما تحقق في عهده من الرخاء والأمن والاستقرار , حيث تشهد المملكة تنمية لامثيل لها بين بلدان العالم , وأصبحت ورشة عمل في كافة الميادين , فخادم الحرمين الشريفين أدام الله عزه يحرص على أن يحظى كل مواطن من الجنسين بفرصة في المشاركة في تنمية هذا البلد بما يحقق النفع للجميع , وأن ينال كل مواطن ما يمكنه من العيش بعزة وكرامة في وطنه, وترجم ذلك فيما يعيشه المواطن اليوم من رفاهية وعزة وما يحظى به من خدمات تضاهي الدول الكبرى , وخاصة في مجالات تمس المواطن مباشرة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والرعاية الاجتماعية. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم، وهو ينتهج السير على خطى جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة الملوك رحمهم الله جميعاً فسخر جل وقته وجهده لخدمة دينه ووطنه وأبناء شعبه وأمته، واضعاً كل الإمكانات للنهوض بالمملكة وطناً ومواطناً مستمداً عزيمة من الله وثوابت الدين الإسلامي وسواعد أبناء شعبه الأبي، مراعياً المسؤولية الكبيرة والأمانة التي يحملها على عاتقه. وعلى رأس هذه الجهود العظيمة جهوده أيده الله في خدمة الحرمين الشريفين بالتوسعة العظيمة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة، والتي سهلت لضيوف الرحمن أداء الركن الخامس من أركان الاسلام بكل يسر وسهولة. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) يُولي جل عنايته لكتاب الله عز وجل، ولعل من أوضح المعالم على ما لقيته وتلقاه الهيئات والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من رعاية كريمة، ودعم يأتي انطلاقًا من أهمية حفظ وتعلم القرآن الكريم، وأثره المبارك في تربية النشء، ولجهوده الواسعة والكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولما يوليه (حفظه الله) من رعاية واهتمام ودعم لنشر كتاب الله وخدمة القرآن الكريم، ولرعايته لمنظومة عملاقة من البرامج التي تستهدف الإنسان المسلم داخل المملكة وخارجها. ودعمه المستمر أيده الله وعنايته بالقرآن الكريم في مجالات طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى اللغات المختلفة وتنظيم المسابقات في تلاوة القرآن وحفظه وتفسيره سواء محلياً أو دولياً. لا شك أن خدمة كتاب الله عز وجل من أفضل الأعمال وأجلها، وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله من أعظم الرجال الفاعلين في خدمة القرآن الكريم وأهله، وفي المجالات المختلفة وعنايته بكتاب الله كبيرة الأثر على مستوى العالم. و والت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أيده الله) بتأكيد الحرص على خدمة القرآن الكريم وعلومه داخل المملكة وفي مختلف الدول العربية وفي العالم فمنح هذا الجانب العناية والرعاية التامة والدعم السخي اللامحدود وهذا الاهتمام وتلك العناية لم تقتصر على جانب معين بل امتدت إلى دعم تنظيم المسابقات القرآنية في العديد من الدول العربية والإسلامية وخصوصاً دول الأقليات إلى جانب المدارس والمراكز الإسلامية لتعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم وعلومه. وتمثّل المؤسسة الدينية في المملكة أحد أهم مرتكزات الدولة السعودية إدارة وتنظيماً وتشريعاً وفكراً، كما تحمل في مشروعها الحفاظ على تطبيق الشريعة الإسلامية قولاً وفعلاً لكل توجهات الدولة، ولذا سعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على صياغة مفاهيم متطورة داخل هذه المؤسسة؛ لكي تواكب واقع الحياة المعاصرة وتنميتها ومتطلباتها بما ينسجم مع العقيدة الإسلامية السمحة، إلى جانب تكريس العديد من المبادئ والرؤى المبدعة التي تحفظ لهذه المؤسسة وقارها ومرجعيتها وفق ما نصت عليه أنظمة الحكم في هذه البلاد، وفي مقدمة ذلك دستورها المُستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهَّرة. اللهم احفظ مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، واحفظ مملكتنا الغالية قويةً بإيمانها، عزيزة برجالها، فخورة بأمجادها وتاريخها. الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم