الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: فإنه يُحمد للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة هذا الحراك العلمي المتميز بتفعيل الأنشطة الثقافية، لتثقيف أبناء الأمة وتوعية المجتمع ووضع الحلول المناسبة للقضايا المستجدّة التي تطرأ على الأمة، ومن تلك الأنشطة: المؤتمرات العلمية التي تُنظّم في رحاب الجامعة الإسلامية، ويأتي المؤتمر العالمي عن الإرهاب: "مراجعات فكرية وحلول عملية" في وقت تحتاجه الأمّة؛ حيث ابتليت بظهور الفكر المتطرف الذي يدعو للإرهاب وسفك الدماء المحرّمة البريئة؛ بسبب شبهات تلقفها بعض شباب الأمة المغرر بهم، فكانوا أداة للتخريب والتدمير والتفجير. ومما يميّز هذا المؤتمر: أنه يركز على وضع الحلول العملية للتطرف والإرهاب برؤية إسلامية، ونهج شرعي، كما يتضح ذلك من خلال محاور المؤتمر؛ أضف إلى ذلك أن المؤتمر يهدف إلى بناء استراتجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معزّزة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق. ويُشكر للجامعة الإسلامية تبنيها لتنظيم هذا المؤتمر؛ لأنه من الأدوات التي تبرز دور المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب بالطرق الأمنية والحوار والمناصحة الفكرية، حتى أضحت المملكة نموذجاً تحتذي به الدول الكبرى في هذا الاتجاه؛ بسبب خبرتها ونجاح مساعيها في إعادة المغرّر بهم من أبنائها الذين يعتنقون هذا الفكر المنحرف إلى جادّة الصواب، وأصبحوا مواطنين فاعلين في المجتمع ورجعوا عن هذه الأفكار الشاذة والآراء المتطرفة. أسأل الله تعالى أن يوفق العلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر لتحقيق الأهداف المرجوة منه، والخروج بمشروع علمي استرشادي في شأن المرئيات المعززة لجهود إعادة المنحرفين، والآليات العملية المعززة لدرء الخطر عن المستقيمين. والله ولي التوفيق. الشيخ الدكتور عبد الباري عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف