أعلن القائم بأعمال وزير النقل الماليزي أن قمرا صناعيا رصد 122 جسما في المحيط الهندي ربما تكون من الطائرة الماليزية التي اختفت مطلع الشهر الجاري. وأوضح هشام الدين حسين أن صورا التقطها القمر يوم 23 مارس/ آذار تظهر قطعا بطول 23 مترا. وأضاف أن بعض هذه القطع لامعة وقد تكون من مادة صلبة. وكانت الطائرة في رحلة من كولالمبور إلى بكين لكنها اختفت يوم 8 مارس/ آذار وعلى متنها 239 شخصا. ورصدت القطع في مساحة قدرها 400 كلم على بعد 2557 كلم من مدينة بيرث الأسترالية، حسب ما أفاد به حسين. وقد وصلت أمس الأول المعلومات إلى مركز الإنقاذ والتنسيق الاسترالي في بيرث. وأوضح المسؤول الماليزي أن منطقة البحث في المحيط الهندي قسمت إلى جزئين: شرقي وغربي. وهذه رابع مجموعة من الصور تلتقطها الأقمار الصناعية في المحيط الهندي لقطع وأجزاء يعتقد أنها من الطائرة المفقودة، ولكن لم يتم العثور على أي منها حتى الآن. وفي وقت سابق، أفادت هيئة السلامة الجوية الاسترالية، التي تنسق عمليات البحث، باستئناف الطلعات الجوية بعد تحسن حالة الطقس، وتوقف الأمطار الغزيرة. وأوضحت الهيئة أن سبع طائرات عسكرية ومدنية من ست دول تشارك في العمليات، وهي أستراليا، ونيوزيلندا، والولايات المتحدة، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية. وكشفت السلطات الأسترالية الأربعاء عن رصد ثلاث قطع أخرى بواسطة طائرة مدنية مشاركة في عمليات البحث، ولكنها لم تتأكد من علاقتها بالطائرة المفقودة. وكانت قد حدثت اشتباكات بين أقارب ركاب الطائرة الماليزية المفقودة والشرطة الصينية خارج السفارة الماليزية في العاصمة الصينية بكين. يأتي هذا بعد إعلان رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن التحليلات الجديدة لبيانات الأقمار الصناعية أظهرت أن الطائرة أنهت رحلتها في منطقة بحرية نائية غرب أستراليا. وكان مسؤولون استراليون قد صرحوا بأنهم علقوا عمليات البحث عن الطائرة بسبب سوء الأحوال الجوية في المحيط الهندي. وتركز جهود البحث متعددة الجنسيات على المنطقة الواقعة على بعد نحو 2500 كيلو متر (1500 ميلا) إلى الجنوب الغربي من مدينة بيرث الأسترالية. وفي بكين، أصدر أقارب الركاب المفقودين بيانا يتهم الحكومة الماليزية بمحاولة "تأخير وتشويه وإخفاء الحقيقة". واتجه العشرات منهم إلى السفارة الماليزية في بكين، حاملين لافتات تطالب كوالالمبور بأن تكون صادقة معهم. ومنعت الشرطة حافلاتهم من المغادرة، ولذا تركوا الحافلات وساروا مشيا على الأقدام، وسرعان ما اندلعت اشتباكات مع الشرطة خارج السفارة الماليزية. وألقى المتظاهرون الغاضبون زجاجات المياه على السفارة وحاولوا اقتحام المبنى، مطالبين بلقاء السفير، وسط تواجد أمني مكثف. تأتي هذه الاشتباكات بعد يوم واحد من تصريحات رئيس الوزراء الماليزي التي أعلن فيها "ببالغ الحزن والأسف" أن "الرحلة MH370 انتهت في جنوب المحيط الهندي"، وفقا لبيانات جديدة. وقال نجيب إن الاستنتاج بأن الطائرة فقدت استند إلى تحليل جديد للأقمار الصناعية من قبل شركة "إنمارسات" البريطانية، ومعلومات من فرع التحقيق في الحوادث الجوية بالمملكة المتحدة. وأضاف أن "إنمارسات" تمكنت من إلقاء مزيد من الضوء على مسار الطائرة عن طريق إجراء المزيد من العمليات الحسابية "باستخدام نوع من التحليل لم يستخدم من قبل في إجراء تحقيق من هذا النوع". ولكن نائب وزير الخارجية الصينى شي هانغ شينغ أصدر بيانا قال فيه "نطالب الجانب الماليزي بتوضيح الأدلة التفصيلية التي قادتهم إلى هذا الاستنتاج، وكذلك إمدادنا بجميع المعلومات والأدلة ذات الصلة حول تحليل بيانات الأقمار الصناعية". وأضاف: "لا يمكن أن تتوقف جهود البحث والإنقاذ الآن. نطالب الجانب الماليزي بمواصلة العمل حتى الإنهاء من جميع الأعمال، بما في ذلك عمليات البحث والإنقاذ". وقالت شركة الخطوط الجوية الماليزية إنها ستنظم رحلات لسفر أقارب الركاب إلى أستراليا. وقال وزير الهجرة الأسترالي سكوت موريسون إن وزارته تعمل مع شركة الطيران الماليزية وبكين للإنتهاء من إصدار التأشيرات. عمليات بحث "خطيرة"وكانت طائرات من عدة دول قد شاركت في عمليات البحث فوق المياه قبالة مدينة بيرث الأسترالية عن علامات على الطائرة المفقودة، في إطار عمليات البحث التي تتم بالتنسيق مع أستراليا. وكان هناك عدة علامات على وجود حطام، ولكن لم يتم التأكد حتى الآن مما إذا كان هو حطام الطائرة الماليزية أم لا. وفي بيان يعلن تعليق عمليات البحث يوم الثلاثاء، قالت هيئة السلامة البحرية الأسترالية إنها أجرت تقييما للمخاطر "ورأت أن الظروف الجوية الحالية من شأنها أن تجعل أي أنشطة بحث جوية وبحرية تشكل خطرا على طاقم البحث". واستبعد وزير الدفاع الاسترالي ديفيد جونستون استئناف عمليات البحث "قبل أقل من 24 ساعة". ووصف البحث بأنه "عملية لوجستية ضخمة" في جزء "بعيد للغاية" من العالم. وقال مارك بينكسن، نائب رئيس قوات الدفاع الاسترالية: "نحن لا نبحث عن إبرة في كومة قش فحسب، ولكننا ما زلنا نبحث عن مكان كومة القش نفسها". ومن المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن يتم نشر سفينة دعم تابعة للبحرية الأسترالية ومجهزة بمعدات كشف صوتية للمساعدة في عمليات البحث. يذكر أن الطائرة الماليزية MH370 اختفت في الثامن من مارس/آذار خلال رحلتها من كوالا لمبور إلى بكين وهي تحمل على متنها 239 راكبا، من بينهم 153 مواطنا صينيا.