قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق يوم الإثنين إن طائرة الرحلة إم.إتش370 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية التي اختفت قبل أكثر من أسبوعين وهي في طريقها إلى بكين سقطت في جنوب المحيط الهندي. وقال مسؤولو شركة الخطوط الجوية الماليزية إن جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 329 من المفترض أنهم ماتوا. وأضاف نجيب في بيان أن تحليل بيانات الاقمار الصناعية لشركة إنمارسات البريطانية أظهر أن آخر موقع شوهدت فيه الطائرة بوينج 777 كان في المحيط الهندي غربي بيرث في أستراليا. وقال نجيب "هذا مكان ناء وبعيد عن أي مواقع هبوط محتملة." واضاف "لذا يجب أن أبلغكم مع عميق الحزن والأسف أنه وفقا لهذه البيانات الجديدة فقد انتهت الرحلة الجوية ام.اتش 370 في جنوب المحيط الهندي." وأضاف أن أسر من كانوا على متن الطائرة أبلغوا بالتطورات. وتابع "كانت الأسابيع القليلة الماضية مفجعة بالنسبة لهم وأعرف أن هذا النبأ سيكون أصعب عليهم." وتلقى أقارب ركاب الطائرة النبأ في رسالة نصية من شركة الخطوط الجوية الماليزية تقول "علينا أن نفترض بعيدا عن كل الشكوك المنطقية أن الرحلة إم.إتش370 فقدت وأنه لم ينج أي من ركابها." وبعد الرسالة شهد فندق ببكين حيث يقيم العديد من أقارب من كانوا على متن الطائرة مشاهد هستيرية. وأكثر من 150 من الركاب صينيون. وصرخ الناس وبكوا وسقطوا على الأرض. وصرخت امرأة قائلة "مستحيل ..مستحيل." وشاهد مراسل لرويترز في المكان ما لا يقل عن أربعة أشخاص ينقلون على محفات. وطلبت الحكومة الصينية على الفور أن تطلعها ماليزيا على كل المعلومات والأدلة التي أظهرت أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي. وجاءت تصريحات نجيب مع اقتراب سفينة تابعة للبحرية الأسترالية من العثور على حطام يحتمل أن يكون للطائرة بعد رصد متزايد لأجسام طافية يعتقد أنها أجزاء من الطائرة. وتقع منطقة البحث على بعد نحو 2500 كيلومتر جنوب غربي بيرث في بحار قرب المنطقة القطبية. وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إن جسمين وهما "جسم دائري رمادي أو أخضر" و"جسم مستطيل برتقالي" رصدا بعد ظهر اليوم الإثنين مضيفا أن ثلاث طائرات في طريقها أيضا إلى المنطقة. واختفت الطائرة الماليزية من على شاشات الرادار المدني بعد أقل من ساعة على إقلاعها من كوالالمبور في طريقها الى بكين يوم الثامن من مارس آذار. ولم تثبت رؤية الطائرة منذ ذلك الحين ولا توجد أي معلومات بشأن ما حدث. وتحول الاهتمام والموارد في عملية البحث عن الطائرة من تركيز مبدئي على شمالي خط الاستواء الى شريط يضيق باطراد في بحار عاتية بجنوب المحيط الهندي على بعد آلاف الاميال من المسار الاصلي لرحلة الطائرة. وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ذكرت في وقت سابق يوم الاثنين أن طائرة صينية من طراز اليوشن آي.إل-76 رصدت جسمين طافيين "كبيرين نسبيا" وعدة أجسام بيضاء أصغر مبعثرة في نطاق عدة كيلومترات. وكان أكثر من 150 شخصا من ركاب الطائرة المفقودة صينيين. وفي مؤشر آخر على أن عملية البحث تصل لنتائج سترسل البحرية الامريكية جوا إلى المنطقة جهازها المتقدم تكنولوجيا لرصد الصندوق الاسود. ويسجل ما يطلق عليه الصندوق الاسود -وهو جهاز لتسجيل الأصوات في قمرة القيادة وبيانات الرحلة- ما يحدث في الطائرات اثناء تحليقها. والعثور على الصندوق الاسود في أقرب وقت مسألة مهمة لان الاشارات التي يرسلها الصندوق لتحديد موقعه تتوقف بعد 30 يوما. ويعتقد محققون أن شخصا ما في الطائرة أغلق أنظمة الاتصالات. وأظهر رادار عسكري أن الطائرة انحرفت ناحية الغرب وعبرت شبه جزيرة الملايو مرة أخرى بتوجيه فيما يبدو من طيار متمرس. ودفع الأمر المحققين للتركيز على احتمال تعرض الطائرة للخطف أو التخريب لكنهم لم يستبعدوا حدوث مشاكل فنية. وكان قمر صناعي تجاري رصد "ذبذبات" الكترونية ضعيفة أشارت إلى أن الطائرة حلقت لست ساعات أخرى. وقال نجيب إن إنمارسات تجري المزيد من الحسابات على البيانات. وأضاف "تمكنوا من إلقاء المزيد من الضوء على مسار الرحلة إم.إتش370 باستخدام نوع من التحليل لم يستخدم من قبل في تحقيق من هذا النوع." وتابع قائلا "بناء على تحليلهم الجديد خلصت إنمارسات وفرع التحقيق في الحوادث الجوية في المملكة المتحدة إلى أن إم.إتش370 حلقت على امتداد الممر الجنوبي وأن آخر موقع كان في وسط المحيط الهندي غربي بيرث." وسئل كريس مكلوخلين النائب الأول للعلاقات الخارجية بإنمارسات عما إذا كان خبراؤها حققوا تقدما فقال "قارنوا (النتائج الأولية) بعدد من الرحلات المعروفة لطائرات أخرى وخلصوا إلى أن المسار الوحيد المحتمل هو المسار الجنوبي." وأضاف "للأسف القمر الصناعي فوق المحيط الهندي يعود للتسعينات وغير مزود بنظام تحديد المواقع العالمي. كل ما نعتقد أن بوسعنا فعله هو أن نقول إننا نعتقد أنها في هذا الموقع العام لكننا لا نستطيع إعطاءكم الأقدام والبوصات القليلة الأخيرة حيث سقطت. هذا النظام ليس من النوع الذي يستطيع ذلك