الادوية والعقاقير منها ما هو نافع لعلاج الامراض ومنها ما هو موافق لصلاح الابدان ومنها ما هو ضار بالصحة وجالب للاسقام او مسبب للوفاة، ومن هذه الادوية التي لها اضرار بصحة الانسان هي بعض المسكنات ومشتقاتها التي يتم تركيبها وتصنيعها كيميائياً والتي لا تخلو من الاثار الجانبية فتلحق الضرر بالجهاز الهضمي او الحساسية لمن يستعملها، ومنها الفولتارين والمورفين اللذان لهما بعض الاضرار والاسبرين الذي قيل انه يحدث نزيفاً بالمعدة والامعاء والكورتيزون الذي قيل انه يحدث الهشاشة بالعظام ويؤذي المعدة، وكذلك دواء البنسلين الذي ظهر في الاعوام السابقة وكان يتم تصنيعه من عفن الخبز وقد شاع استعماله سابقا للالتهابات ثم تبين انه له اثار جانبية وايجاد انواع من الحساسية فجرى التوقف عنه وغير ما ذكر من الادوية والمسكنات التي تؤثر على الكبد والكلى والتي لا تخلو من السميات وضررها اكثر من نفعها. وهذا وانه مما ذكر عن الادوية والمسكنات التي تبين ضررها وخطورتها على الانسان. فقد ذكرت صحيفة الشرق الاوسط يوماً بعددها الصادر يوم الخميس الموافق 7/ 12/ 1432ه عن وفاة خمسة عشر الف امريكي بسبب الجرعات الزائدة من المسكنات، كما انه قد ذكر ببعض الصحف المحلية عن دواء (اكتوس) الذي يوصف لمرضى البول السكري على ان استعماله يسبب خطر الاصابة بسرطان المثانة وانه قد جرى سحب هذا الدواء من الصديليات حيث يقال ان من استعمل هذا الدواء المذكور اكثر من 2 مليون انسان. هذا ومما يذكر عن تلك الخلطات الشعبية التي تروج لها اصحابها في الاسواق فيتبين اضرارها للانسان، كذلك بعض الادوية التي يتم سحبها من الصديليات ومن محلات العطارة بواسطة هيئة الغذاء والدواء لعدم نفعها ومن ذلك ما حذرت منه الهيئة وهو مستحضر عشبي على شكل كبسولات شفافة في العطارات ويستخدم كفاتح للشهية وهو يسبب الفشل الكلوي والسرطان، وفي الحقيقة ان هيئة الغذاء والدواء هي مشكورة في التصدي للاغذية والادوية الضارة بصحة الانسان والامل بها كبير في سد الثغرات عنها وجعل الابواب موصدة دون دخول الاغذية والادوية التي يتأتى منها ضرر على صحة البشر وذلك حماية لهم منها وحفاظا على سلامتهم ممن حيث ان مصنعي هذه الادوية لا يهمهم صحة الانسان وانما همهم كسب المادة على حساب صحة الناس، علما بأن بعض هذه الادوية والعقاقير يتم تجربتها على الفئران وبعض الحيوانات التي لا يؤثر فيها اكل الاطعمة الفاسدة والملوثة لان تكوينها ليس كتكوين الانسان هذا وبهذه المناسبة عن ما جرى ذكره حيال اضرار الاغذية والادوية اود ان اذكر بعض ممن اعرفهم وممن هم كانوا ضحايا مميتة من بعض الادوية القاتلة، لذا فانني اذكر ان احد اعمامي وهو سليمان بن عبدالله السيف المولود عام 1298 والذي كان من رجال الدولة القدامى السابقين، وهو ممن شارك وحضر بعض الغزوات والوقعات والفتوحات مع يجش الملك عبدالعزيز رحمه الله اثناء تأسيس المملكة حيث سبق له ان حضر غزوة الطرفية الاولى عام 1318ه. ووقعة البكيرية بالقصيم عام 1322ه ووقعة الشنانة قرب مدينة الرس عام 1322ه وفتح عنيزة بالقصيم عام 1322ه وغزوة روضة مهنا عام 1324ه وغزوة الطرفية الثانية عام 1325ه ووقعة جراب عام 1333ه. واثناء فتح مدينة عنيزة كان هو ومجموعة من الرجال السعوديين في احد الاماكن وكانوا في غرفة صغيرة ضيقة قليلة التهوية يتبادلون اطلاق النار في مواجهة مع ممن هم من المحتلين للمدينة واثناء انبعاث دخل البارود من الاسلحة في تلك الغرفة لحقته حالة من ضيق التنفس في الشعب الهوائية اشبه ما تكون بحالة الربو واستمرت معه ما يقارب من 49 سنة، وكانت حالة ضيق التنفس تعاوده بين وقت وآخر فتجعله يسعل سعالاً شديداً ثم ينفث البلغم من صدره فيرتاح من خروج البلغم، وكانت تلك الحالة لا تمنعه من مزاولة عمله لدى الدولة، لذا فقد كان ينتدب لبعض الجهات من المملكة للمهمات العادية والمهمات السرية التي كان يوجد لديه عنها مفتاح شفرة لحل ما تتضمنه البرقيات المشفرة من معلومات ومواضيع متبادلة بينه وبين بعض الجهات المسؤولة، وفي يوم من الايام طرأ عليه السفر من مدينة عنيزة بالقصيم الى مدينة الهفوف في الاحساء لزيارة بعض من اقاربه فاشار عليه احد اقاربه بمراجعة طبيب عام لتشخيص الحالة التي لديه وبعد الكشف عليه من قبل ذلك الطبيب وصف له حبوبا من الدواء اعطيت له ومن ثم رجع الى مدينة عنيزة واستعمل تلك الحبوب التي احدثت له مضاعفات في الرئة فاوجدت له سدد في المسالك الهوائية وايبست البلغم في رئته وحالت دون خروجه من صدره فحصلت له الوفاة رحمه الله في عام 1369ه بسبب ذلك الدواء. كما انني اذكر انه كان لي صديق بمكة المكرمة يعاني من حالة ربو حادة واذا داهمته النوبة ليلا يظل جالساً لا يستطيع النوم فاذا اشتدت عليه الازمة واجهدته اضطر الى الذهاب لاحد المستشفيات لاخذ ابرة من المورفين لكي يرتاح وينام وفي ليلة من الليالي ذهب كعادته لاخذ ابرة من المورفين المعتادة لكي يرتاح وينام ولكن جرعة الابرة اعطيت له زائدة فاحدثت له من المضاعفات الضارة، فكانت تلك الجرعة الزائدة سبباً لوفاته رحمه الله. كذلك كنت اذكر شخصين من معارفي بجدة احدهما كان يعاني من آلام في الجهاز الهضمي فاعطي له من الادوية بعض الحبوب من قبل احد المستشفيات فاحدثت له نزيفاً داخلياً في المعدة والامعاء وكانت تلك الحبوب سبباً لوفاته رحمه الله. وكان الآخر يعاني من مرض الشعب الهوائية ومن ضيق التنفس فيضطر لاستعمال البخاخ، وفي يوم من الايام اشتدت عليه حالة المرض فذهب الى احد المستشفيات لاخذ العلاج فاعطي له بعض الحبوب من المسكنات فمنعت عنه التنفس الى الابد وكانت تلك الحبوب سبباً لوفاته رحمه الله.هذا وان ما خفي من ضحايا الادوية والمسكنات الخطرة كان اعظم وهذا ما اردت ايضاحه عن تلك الادوية التي تشكل خطرا على صحة الانسان وحياته، فلعل الله ان يقي الناس والمسلمين شر عواقبها الوخيمة. محمد بن ابراهيم السيف جدة - الجوال/ 0505643126